منوعات _ الأحداث نيوز _ مسارب الضي
دكتور محمد تبيدي
زيارة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إلى تركيا: المغزى والأبعاد
في خطوة تعبّر عن تحوّل في العلاقات الإقليمية والدولية، قام الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، بزيارة رسمية إلى الجمهورية التركية. وتأتي هذه الزيارة في إطار مساعي الحكومة الانتقالية لتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع شريك إقليمي هام، والتوسع في التعاون في مجالات حيوية تشمل الأمن، السياسة، والاقتصاد.
خلفية الزيارة
يشهد المشهد السياسي والأمني في المنطقة تحولات سريعة، مما يعزز الحاجة لتنوع العلاقات الخارجية للدول في مراحل انتقالية. في هذا السياق، تركز القيادة السودانية على تركيا، التي تمثل لاعبًا محوريًا في السياسة الإقليمية والعالمية. تهدف الزيارة إلى بناء أسس متينة للتعاون في مواجهة التحديات المشتركة، وإقامة جسور من الثقة الاستراتيجية بين البلدين.
الأهداف السياسية والدبلوماسية
- تعزيز العلاقات الثنائية:
الزيارة تستهدف تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي مع تركيا، حيث يُنظر إلى العلاقة بين البلدين كعوامل استقرار وإسهام في دعم المشهد الإقليمي، بما في ذلك تبادل وجهات النظر حول قضايا الأمن والاستقرار في منطقة الساحل والشرق الأوسط. - دعم العملية الانتقالية:
تسعى الحكومة السودانية لاستقطاب الدعم الخارجي، بما يسهم في تعزيز شرعية العملية الانتقالية. ويُعتبر تعزيز العلاقات مع تركيا خطوة استراتيجية لدعم مسار الإصلاح السياسي والاقتصادي. - التنسيق الأمني:
نظرًا للتحديات الأمنية في المنطقة، تهدف الزيارة إلى تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف، وتنسيق الجهود العسكرية والاستخباراتية، بما يساهم في حفظ استقرار الحدود.
للانضمام لقرووب واتساب اضغط هنا
الأبعاد الاقتصادية والتجارية
المزيد من المشاركات
- تنمية المشاريع المشتركة:
تركيا تُعد شريكًا اقتصاديًا رئيسيًا مع تاريخ طويل في الاستثمار والتمويل، مما يتيح الفرصة لتنمية مشاريع اقتصادية مشتركة في قطاعات مثل البنية التحتية والطاقة واللوجستيات، وبالتالي دعم النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل. - التعاون التجاري والاستثماري:
الزيارة تسعى لفتح آفاق جديدة للاستثمارات المشتركة وتعزيز التبادل التجاري، بما يشمل تسهيل الإجراءات الجمركية وتحسين بيئة الأعمال لجذب الاستثمارات. - نقل التكنولوجيا والخبرات:
التعاون بين البلدين قد يشمل نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات في مجالات الصناعة والزراعة واللوجستيات، مما يعزز التنمية المستدامة في السودان.
الفوائد المتوقعة على الصعيد الإقليمي والدولي
- تعزيز الاستقرار الإقليمي:
من خلال تعزيز العلاقات مع تركيا، يمكن للسودان أن يلعب دورًا أكبر في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، مما يساهم في تشكيل موازين القوى في المنطقة. - دعم العملية السياسية الداخلية:
الزيارة تمنح العملية الانتقالية دعمًا سياسيًا، مما يعزز الثقة بين الفئات الداخلية ويدعم جهود الإصلاحات الشاملة. - توسيع دائرة التأثير الدولي:
على الصعيد الدبلوماسي، تسهم الزيارة في تعزيز مكانة السودان في المحافل الإقليمية والدولية، وتساعد على إبراز إنجازات الحكومة الانتقالية في مجال الإصلاحات السياسية والاقتصادية.
التحديات والآفاق المستقبلية
على الرغم من الفوائد المتوقعة، يواجه التعاون عدة تحديات تشمل الفوارق الاقتصادية والتنسيق بين المصالح المحلية والدولية. ومع ذلك، يبقى الحوار السياسي المستمر وبناء الثقة المتبادلة مفاتيح لتجاوز هذه العقبات ودفع العلاقات إلى مستوى أعمق من الشراكة الاستراتيجية.
تصريحات الرئيس التركي
قال الرئيس التركي رجب أردوغان، إن الحفاظ على وحدة أراضي السودان وسيادته أمر مهم لتركيا، مشيرًا إلى دعم بلاده المستمر للسيادة السودانية. كما بحث أردوغان مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، العلاقات بين البلدين، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية التي تهم كلا الطرفين.
خلاصة:
تمثل زيارة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إلى تركيا خطوة استراتيجية لتعميق التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وتعكس رؤية مستقبلية تهدف إلى تعزيز الاستقرار ودعم الإصلاحات السياسية والاقتصادية في السودان.
