أ. مهند عباس يكتب … النزاع بين الإغراءات والمبادئ تعس عبد الدرهم والدينار
مقالات _ الأحداث نيوز
مقالات _ الأحداث نيوز _ في عالم اليوم، أصبحت المغريات المادية والسلطة من القوى التي تسيطر على كثير من الناس، وتحرف مسار حياتهم عن القيم والمبادئ التي من المفترض أن تسود. مع انتشار الفقر والتحديات الاقتصادية، تزداد الإغراءات المالية التي تقود الأفراد إلى اتخاذ قرارات قد تكون قصيرة المدى، لكنها تحمل في طياتها آثارًا طويلة الأمد قد تكون مدمرة.
سحر المال والسلطة :لا يختلف اثنان في أن المال يمثل عامل جذب قوي للأفراد. إنه أداة لتحقيق الراحة الشخصية، ولتلبية احتياجات الحياة، وحتى لتوسيع النفوذ. لكن المشكلة تظهر عندما يتحول السعي وراء المال إلى هوس، ويصبح الدافع الأوحد وراء التصرفات والقرارات. في مثل هذه الحالات، تتضاءل المبادئ وتختفي القيم العليا، ليتحكم في حياة الشخص الإغراءات المادية التي تحرفه عن الطريق المستقيم.
وبالمثل، فإن السعي وراء السلطة لا يختلف كثيرًا عن السعي وراء المال. فالقوة والنفوذ يمثلان مغريات قد تضلل العقل وتدفع الشخص إلى تبرير التصرفات التي تضر بمصلحة الآخرين من أجل تحقيق مكاسب شخصية. ولكن، كما هو الحال مع المال، السلطة تعتبر مؤقتة، ولا تضمن استقرارًا طويلًا أو سعادة حقيقية.
من الطبيعي أن يواجه الإنسان التحديات في حياته اليومية، لكن المغريات المادية غالبًا ما تكون منبعًا لقرارات تضر بمستقبل الأفراد والمجتمعات على حد سواء. فبدلاً من التركيز على الأهداف السامية والتطور الذاتي، يجد البعض أنفسهم غارقين في دوامة من الوعود الزائفة والإنجازات المزيفة التي تهدف إلى تحقيق المكاسب السريعة. في هذا السياق، قد يعجز البعض عن رؤية الصورة الكبيرة، وينسون أن المال والسلطة ليسا إلا وسائل مؤقتة لا يمكنها أن تضمن لهم السعادة أو الاستقرار على المدى البعيد.
فقدان الرؤية والوعي بالمستقبل
من الأمور التي تثير القلق أن الإغراءات المادية قد تؤدي إلى فقدان الرؤية البعيدة، مما يدفع الفرد إلى اتخاذ قرارات لا تتماشى مع مصلحة المجتمع أو حتى مع مصلحته الشخصية على المدى الطويل. كثيرًا ما يؤدي هذا التوجه إلى انهيار القيم الأساسية التي تضمن بناء مجتمع متوازن ومستقر. إن الشخص الذي ينساق وراء رغباته المادية دون النظر إلى عواقب تصرفاته قد يفقد احترامه لنفسه وللآخرين، مما يؤدي إلى تدهور مكانته في المجتمع.
التاريخ مليء بالأمثلة علي أفراد وجماعات وقعت في فخ الإغراءات المادية، سواء كان ذلك عن طريق المال أو السلطة. هؤلاء الأشخاص قد يظنون في البداية أنهم في طريقهم لتحقيق النجاح، لكن سرعان ما يكتشفون أن المال والسلطة ليسا سوى وسيلة لتأجيج الصراعات وتدمير العلاقات. الفناء يأتي في النهاية، سواء كان فناء سياسيًا أو اجتماعيًا، والمكاسب التي يتم جمعها على حساب القيم ستنقلب ضد أصحابها.
إن الإنسان الذي يركز على القيم والمبادئ، ويضعها نصب عينيه في كل خطوة يخطوها، هو من يحقق النجاح الحقيقي. المال والسلطة قد تكون أدوات مفيدة إذا تم استخدامها بحكمة، ولكنها لن تكون أبدًا بديلاً عن القيم الإنسانية التي تبني المجتمعات وتعزز التفاهم والتعاون بين الأفراد. ينبغي على الجميع أن يتذكروا أن الفناء أمر حتمي، ولكن الإرث الذي يتركه الإنسان من خلال أفعاله هو ما يبقى، ويحدد مكانته في التاريخ.