رشان أوشي تكشف أسرار درع السودان :كيف قلب كيكل موازين القوى؟
بقلم: رشان أوشي
مقالات – الاحداث نيوز – يُشكّل التاريخ أداة حاسمة في فهم واقعنا الراهن، خصوصًا في بلد مثل السودان، حيث لا يسير الزمن بخط مستقيم، بل يتعرج بين المنعطفات والاختبارات. وفي قلب هذه التقلبات، تظهر شخصيات وأحداث تفرض نفسها على الذاكرة الجمعية، وتستحق إعادة النظر والتقييم.
واحدة من أبرز هذه اللحظات في الأيام الماضية، كانت بطولات قوات درع السودان بقيادة أبو عاقلة كيكل، لا سيما في معركة الطريق إلى الفاشر، التي تابعها السودانيون لحظة بلحظة، في مشهد حمل رمزية سياسية وعسكرية عميقة، تجاوزت حدود المعركة إلى فضاء النقاش الوطني.
في المقابل، أثار تصريح الدكتور الهادي إدريس – الذي وصفته الكاتبة بـ”منتحل صفة حاكم إقليم دارفور” في حكومة تأسيس – جدلاً واسعًا، حين دعا سكان الفاشر إلى مغادرتها، في خطوة اعتبرتها الكاتبة انحيازًا فجًا لصالح مليشيا الدعم السريع، وغيابًا تامًا عن مسؤولياته الأخلاقية والسياسية تجاه أهله وذويه المحاصرين في المدينة.
وتتواصل فصول الحدث، حين فوجئت مليشيا الدعم السريع بتقدّم قوات درع السودان واقترابها من الفاشر، و”شطب الحدود المناطقية” كما وصفته أوشي، لتقود المعركة من منظور وطني يتجاوز الانقسامات الإثنية والمناطقية، وهو ما عبّر عنه أبو عاقلة كيكل بمواقفه المعلنة، التي تؤكد على ضرورة إنهاء الحرب وإعادة الإعمار السياسي بشراكة وطنية شاملة.
تضيف الكاتبة أن كيكل لم ينجر وراء الخطاب التحريضي، ولم يلوّح بخطابات الكراهية أو الانتماء الضيق، بل تصرف كقائد واعٍ بميزان القوى، ومدرك لدروس التاريخ التي تعلم أن القوة وحدها لا تصنع الاستقرار.
وتلفت أوشي إلى أنها من بين الأصوات القليلة التي حذّرت مبكرًا من تمدد المليشيات، لكنها تدعو اليوم إلى قراءة واقعية لموازين القوى، بعيدًا عن التهويل أو الرومانسية السياسية. ففهم الواقع كما هو، ضرورة استراتيجية لأي تغيير حقيقي في بلد كالسودان.
وتختتم المقال بالإشارة إلى أن انطلاق الرصاصة الأولى من قبل مليشيا الدعم السريع في 15 أبريل 2023، شكّل لحظة مفصلية، ظنّ خلالها محمد حمدان دقلو (حميدتي) أنه قادر على السيطرة على كامل السودان بقوة السلاح. لكن تطورات المعركة – من البطانة إلى دارفور – أثبتت هشاشة هذا الحلم، أمام توازنات القوى المعقدة.
وفي هذا السياق، تقدم قوات درع السودان – التي تقاتل بلا غطاء سياسي – نموذجًا مغايرًا لقوة تقاتل لا من أجل السلطة، بل للدفاع عن مبادئ وطنية، في وقت يختبئ فيه آخرون خلف شعارات فضفاضة لا تصمد أمام اختبار الواقع.
محبتي واحترامي

التعليقات مغلقة.