الاحداث نيوز
عين الحقيقة

إبراهيم شقلاوي: رئيس الوزراء لم يُعيَّن بعد

متابعات _ الأحداث نيوز _ غياب رئيس وزراء معيَّن في السودان.. بين تكليف مؤقت وأزمة انتقالية مستمرة

بقلم: إبراهيم شقلاوي – وجه الحقيقة

رغم مرور فترة على توقيع الوثيقة الدستورية المعدلة لعام 2025، ما يزال السودان يعيش فراغًا سياسيًا واضحًا في موقع رئاسة الوزراء. فعلى الرغم من قرار رئيس مجلس السيادة الأخير بتكليف السفير دفع الله الحاج علي وزيرًا لشؤون مجلس الوزراء لتسيير مهام رئيس الوزراء، إلا أن غياب التعيين الرسمي لرئيس وزراء بصلاحيات كاملة لا يزال يثير جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والشعبية.

حكومة لم تتشكل بعد.. أزمة رؤية أم مناورة سياسية؟

تعكس حالة “التكليف دون تعيين” تردداً في اتخاذ قرارات حاسمة بشأن تشكيل الحكومة الانتقالية، وهو ما يربطه مراقبون بغياب رؤية واضحة لإدارة المرحلة المقبلة. وبينما تظل الوثيقة الدستورية صالحة كإطار قانوني للانتقال، يبدو أن القيادة تتجه إلى نهج حذر ربما يهدف إلى تهيئة المناخ السياسي والأمني قبل إعلان تشكيل كامل.

تكليف منقوص لا يصنع استقرارًا

يرى كثيرون أن استمرار النهج المؤقت يطيل أمد الأزمة السياسية ويؤثر سلبًا على صورة الدولة في الداخل والخارج، خاصة أن التحديات التي تواجه السودان تتطلب قيادة تنفيذية بصلاحيات كاملة قادرة على التخطيط واتخاذ قرارات استراتيجية. فالتكليف المؤقت، مهما بلغت كفاءة المكلّف، لا يمنح الشرعية الكافية ولا يطمئن الشارع أو الشركاء الدوليين.

معوّقات أمنية أم حسابات سياسية؟

تُطرح تبريرات بأن تأخير التعيين الكامل يعود إلى الوضع الأمني المتدهور، خاصة في دارفور ومناطق الأطراف، ما يجعل تشكيل حكومة متكاملة خطوة محفوفة بالمخاطر. إلا أن هذه المبررات، وإن كانت واقعية، لا تنفي الحاجة العاجلة لقيادة تنفيذية حقيقية تعيد للدولة توازنها.

من هو السفير المكلّف؟

السفير دفع الله الحاج علي يُعتبر شخصية ذات خبرة طويلة في العمل الدبلوماسي والإداري، ويحظى باحترام واسع. لكن يبقى التساؤل الجوهري: هل يمكن لشخص مكلّف، مهما بلغت كفاءته، أن يملأ فراغًا يتطلب شرعية دستورية وصلاحيات تنفيذية شاملة؟

اللحظة تتطلب قرارًا شجاعًا

السودان في حاجة إلى وضوح وشجاعة في اتخاذ القرار، لا إلى حلول مؤقتة تُدار بتكليفات محدودة. فالشعب ينتظر مرحلة انتقالية حقيقية، تُبنى فيها مؤسسات الدولة على أسس متينة، لا على قرارات جزئية تُفاقم الأزمة بدلًا من حلها.

للانضمام لقرووب واتساب اضغط هنا

ختامًا

يبقى السؤال مفتوحًا: هل تنتقل القيادة من مرحلة إدارة الوقت إلى مرحلة اتخاذ القرار؟ وهل ستستجيب الإرادة السياسية لتطلعات السودانيين في حكومة كفاءات مستقلة تقود البلاد نحو السلام والاستقرار؟ الأيام القادمة وحدها ستجيب.

السبت 3 مايو 2025م

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.