منوعات _ الأحداث نيوز _ الاكتئاب.. عندما تظلم النفس رغم إشراق الشمس
قد تبدو الحياة من الخارج طبيعية، وربما حتى جميلة، لكن في داخل بعض الأشخاص، هناك عاصفة صامتة تُدعى الاكتئاب. ليس حزنًا عابرًا، ولا مجرد تقلب مزاجي، بل شعور عميق بالثقل والفراغ والإنهاك، قد يعجز صاحبه حتى عن تفسيره.
ما هو الاكتئاب؟
الاكتئاب اضطراب نفسي يؤثر على المشاعر والتفكير والسلوك. يجعل الشخص يفقد اهتمامه بالأشياء التي كان يحبها، ويشعر بالإرهاق الدائم، ويعاني من صعوبات في التركيز والنوم وحتى اتخاذ القرارات البسيطة.
أسباب الاكتئاب:
- عوامل بيولوجية: مثل خلل في كيمياء الدماغ.
- وراثة: وجود تاريخ عائلي يزيد من احتمالية الإصابة.
- ضغوط الحياة: فقدان شخص عزيز، مشاكل مالية، أو صدمات عاطفية.
- الروتين والانعزال: الشعور بالوحدة أو العيش بلا هدف واضح.
تأثير الاكتئاب على الحياة الزوجية:
الاكتئاب لا يؤذي الفرد فقط، بل يمتد أثره إلى الشريك:
- فقدان التواصل: ينسحب المصاب ويصمت، مما يربك الطرف الآخر.
- الفتور العاطفي: يفقد المريض الرغبة في التعبير أو المشاركة.
- اللوم المتبادل: الطرف الآخر قد يظن أن التصرفات مقصودة، مما يولد مشاكل أكبر.
وفي الحياة العملية:
- تراجع الأداء: ضعف التركيز والبطء في إنجاز المهام.
- غيابات متكررة: بسبب الإرهاق العقلي والجسدي.
- ضعف العلاقات المهنية: صعوبة في التفاعل مع الزملاء.
وعمومًا في الحياة الاجتماعية:
- الانسحاب من الأصدقاء: يفقد المصاب الشغف باللقاءات والنشاطات.
- الشعور بالذنب أو انعدام القيمة: رغم نجاحات أو محبة الآخرين.
- الخوف من الحكم: يخشى المصاب نظرة الناس، فيفضل العزلة.
لكن هناك أمل… كيف نتخلص من الاكتئاب؟
الخروج من الاكتئاب لا يتم بين ليلة وضحاها، لكنه ممكن، وهذه بعض الطرق الفعالة:
- العلاج النفسي: جلسات مع مختص تساعد في فهم المشاعر وإعادة ترتيب الأفكار.
- العلاج الدوائي: مضادات الاكتئاب قد تكون ضرورية أحيانًا، بوصفة طبيب مختص.
- الدعم الاجتماعي: الحديث مع صديق، شريك، أو أحد أفراد العائلة يُحدث فرقًا كبيرًا.
- النشاط البدني: المشي أو التمارين البسيطة ترفع مستوى السيروتونين وتحسّن المزاج.
- التعبير والكتابة: التدوين أو التعبير الفني يساعد في تفريغ الضغط الداخلي.
- تقليل العزلة: حتى إن لم تكن راغبًا، شارك في نشاطات بسيطة وسط الآخرين.
- تنظيم الروتين اليومي: النوم الجيد، غذاء صحي، ومهام واضحة تبني شعورًا بالاستقرار.
في الختام
الاكتئاب لا يُقصي الإنسان من الحياة، لكنه نداء داخلي يطلب المساعدة والاهتمام. لا تخجل من مشاعرك، ولا تتردد في طلب العون. فالنور موجود… فقط ابحث عنه.