من أعلي المنصة
ياسر الفادني
ينصر دينكم…أهل القضارف !
تعودنا عندما ندخل سرادق عزاء لأسرة شهيد نسمع التكبيرات من الذين يأتون ومن الذين هم داخل (الصيوان) مع بعض شييء من ارتسام الحزن الشديد علي فقيدهم الذي ارتقي شهيدا ، لكن دهشت عندما دخلت سرداق عزاء الشهيد حسن أحمد عوض السيد (بأبايو ) ما ادهشني أن والد الشهيد ظل هاشا باشا مبتسما طوال جلستنا معه هذه الحالة لجد غيرت تعابير وجهنا الحزينة عليه إلى تعابير فرح بالشاب الذي لقي ربه فداءا لدينه وعرضه وترابه ، خروج عن المألوف الحزين إلى مألوف جديد فاق حد الدهشة …. وانتصار حالة حزن وتقلدها وضعية فرح واكتساب اهدافا طعمها بشاشة… ، لعمري لا يفعل ذلك إلا القوي المؤمن بربه
والدة الشهيد منتصر وهو أحد أبطال كتيبة الفرقان بالقضارف والذي سال دمه الطاهر وهو ممكسك بزناد بندقيته دفاعا عن هذا الوطن الكبير ، خاطبت والدته التي يمكن أن أصفها بأنها تلك المرأة الحديدية إيمانا وعزة وشموخا خاطبت جمعا من أبطال كتيبة الفرقان بالأمس نهارا وخرجت هي أيضآ عن المألوف لكن دخلت عمق النص المدهش العجيب لم أر في تقاسيم وجهها حزنا ولا أسفا أنها فارقت فلذة كبدها لكن تحس من لغة جسد وجهها أنها تفتخر بأنها قدمت أعظم ما عندها شهيدا لهذا الوطن بل حملت القائد وإخوانه أن يسيروا في دربه حتي تحرير كل شبر في هذا الوطن لسان حالها تقول لابنها : مادايرالك الميتة أم رمادا شح ….دايراك يوم لقا بدماك تتوشح …الميت مسولب والعجاج إكتح، والدة الشهيد منتصر والله علمتنا كيف هي حواء السودان؟ … ومن هي حواء القضارف التي تشتعل نورا وتتمدد كرما وتتجمل قوة وصبرا إذا إدلهمت الأمور
الشهيدان اللذان ذكرتهما آنفا….يتبعان لكتيبة الفرقان التي بالأمس تجلت جمعا في حلة زاهية ، جلهم يلبسون العصابات الحمراء حول رؤوسهم إيذانا بأنهم جاهزون للنزال ….جاهزون للتسابق نحو الخطوط الأمامية متي ما طلب منهم ذلك…. شعارهم الإستبسال وعزيمتهم يستمدونها من عشقهم الكبير لهذا الوطن ومنالهم إما النصر أو الشهادة ، شباب إذا نظرت إليهم تعجبك أجسامهم وإذا تمعنت في وجوههم يدخل قلبك الاطمئنان أن هذه البلاد محروسة من قبل شبابها …
إني من منصتي أنظر….حيث أري…. أن التاريخ الآن يكتب وسوف يظل يكتب بأحرف عريضة الخطوط علي صفحاته الناصعة إشراقا عبارة : ينصر دينكم أهل القضارف .