الكشف عن توجيهات مفاجئة من دقلو
مقالات – الاحداث نيوز – بقلم: عبد الماجد عبد الحمد
التسريب الأخير لأسماء وأرقام قيادات نوعية داخل مليشيا الدعم السريع كشف بوضوح حجم الصراعات الداخلية التي تعصف بالصفوف المتمردة. هذه المليشيا التي كانت تضم سابقاً عناصر إسلامية وأحزاب يمينية، شهدت حملة تضييق واسعة صادرة مباشرة من زعيمها، دقلو، الذي يسعى إلى فرض السيطرة الكاملة وضمان ولاءات مشددة بين عناصره.
المزيد من المشاركات
وكانت مدينة نيالا أولى محطات هذه الحملة، حيث غادرها مغاضباً حذيفة أبو نوبة، أحد أبرز كوادر الإسلاميين في جامعة النيلين سابقاً، والذي حاول التسلّق داخل صفوف المليشيا والوصول إلى دور مؤثر في الشق المدني. إلا أن خططه اصطدمت بتوجيهات دقلو المباشرة، الذي لم يكن يستلطف علاقاته السابقة مع أبو نوبة، فقُيّد دوره وتعرض لتضييق شامل أدى إلى مغادرته المدينة.
وليس أبو نوبة الحالة الوحيدة؛ فالحملة شملت منذ بداية الأسبوع الماضي أعداداً كبيرة من عناصر المليشيا بحجة انتماءاتهم السابقة للإسلاميين والأحزاب اليمينية. تم تجريد بعضهم من أسلحتهم وعرباتهم القتالية، ونقل آخرون داخل نيالا تمهيداً لسجنهم أو تصفيتهم، بينما بقي البعض الآخر في معتقلات الجنجويد لعدة أشهر.
هذه الإجراءات تعكس الصراع الحقيقي داخل المليشيا: بين الولاءات السابقة والمصالح الشخصية، وبين الطموحات المدنية والعسكرية، وبين محاولة دقلو السيطرة الكاملة وإعادة ترتيب الولاءات. الواقع الحالي يوضح أن الولاءات السابقة لم تعد ذات قيمة في مواجهة لعبة القوة والسيطرة داخل المليشيا، وأن التضييق والتصفية أصبحا أدوات رئيسية لفرض الانضباط والهيمنة.
