الاحداث نيوز
عين الحقيقة

شرق السودان: صراع خفي تحت وطأة التوترات الإقليمية

متابعات _ الأحداث نيوز

البجامتابعات _ الأحداث نيوز _ يعد إقليم شرق السودان نقطة تداخل للصراعات الإقليمية المعقدة، حيث تراقب إريتريا، الجارة الشرقية، عن كثب تحركات إثيوبيا، التي تعتبرها خصماً رئيسياً. هذه التوترات المتصاعدة بين الدولتين تجعل الإقليم مرشحاً لصراع قد يتصاعد في أي لحظة. كما يعد الموقع الاستراتيجي للمنطقة نقطة عبور حيوية يمكن أن تستغلها القوات من كلا الجانبين في حالة اندلاع النزاع.

بالإضافة إلى التوترات الإقليمية، يزداد الوضع تعقيداً بالنزاعات الداخلية في إثيوبيا، ما يساهم في تصاعد التوترات على الأرض. تصارع الدولتان على السيطرة على موارد السودان الطبيعية، مما يزيد من حدة الخلافات. وفي قلب هذه التوترات، يبرز “مثلث حلايب” كنقطة نزاع مفتوحة، التي قد تتحول إلى مصدر توتر إضافي بين الدولتين.

الحدود الملتهبة بين مصر، إريتريا، وإثيوبيا تمثل أحد الملامح الجغرافية الأساسية لهذا الإقليم، الذي يعبره البحر الأحمر ويعد نقطة انطلاق للتجارة الدولية. يضاف إلى ذلك تنوع المجموعات الثقافية والإثنية، التي تحمل تاريخاً من الصراعات والتنافسات القديمة، مما يزيد من تعقيد الوضع. ومع وجود لاجئين من إثيوبيا وإريتريا، يبقى الإقليم عرضة لأي انفجار محتمل في حالة تزايد التوترات بين هذه الدول.

الميليشيات المسلحة في الشرق

مع اندلاع الحرب بين الجيش السوداني و”الدعم السريع” في أبريل 2023، دفع هذا النزاع الحكومة السودانية إلى الانتقال إلى بورتسودان، حيث استعانت بالميليشيات المسلحة التي أعلنت تأييدها للجيش ضد “الدعم السريع”. في هذا السياق، ظهرت أكثر من 12 ميليشيا في شرق السودان، تشكل تهديداً متزايداً للاستقرار في المنطقة، حيث تطمح كل واحدة إلى تحقيق مكاسب فئوية وسياسية من خلال دعم الجيش السوداني.

من بين هذه الميليشيات، تبرز حركة “العدالة والتنمية” بقيادة محمد سليمان بيتاي، وقوات “الأورطة الشرقية” التابعة للجبهة الشعبية للتحرير والعدالة، التي يقودها الأمين داؤود. كما تشارك في الصراع حركات أخرى مثل “حركة تحرير شرق السودان” التي قادها إبراهيم دنيا، وتدرب مقاتلوها في معسكرات إريتريا، بجانب قوات “تجمع أحزاب وقوات شرق السودان” بقيادة شيبة ضرار.

الارتباط بإريتريا:

العديد من هذه الحركات المسلحة تلقى دعماً مباشراً من إريتريا، التي تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة في المنطقة. رغم نفي الحكومة الإريترية، يرى العديد أن لها طموحات واضحة في شرق السودان، خصوصاً في ظل ارتباط العديد من الميليشيات بنظام الرئيس الإريتري أفورقي. كما يشير الخبراء إلى أن هذه الحركات تدربت وتسلحت في معسكرات إريترية، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في السودان.

التنافس الإقليمي:

شرق السودان ليس فقط ساحة تنافس للمجموعات المسلحة المحلية، بل يشهد أيضاً تأثيرات من دول أخرى مثل إثيوبيا ومصر. فإثيوبيا تشهد صراعاً حدودياً مع السودان، خصوصاً في منطقة “الفشقة”، بينما تنخرط مصر في نزاع مستمر حول مثلث حلايب، ما يزيد من حدة التوترات في المنطقة. إذاً، يبقى شرق السودان في حالة تأهب مستمر، حيث يمكن أن تشتعل الأوضاع في أي لحظة إذا لم يتم احتواء هذه الصراعات.

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.