متابعات : الاحداث نيوز
شهدت مدينة كسلا، الواقعة في شرق السودان، يوم الأحد، مظاهرات حاشدة من قبل مواطنين غاضبين، الذين قاموا بمحاصرة مقر جهاز الأمن وأغلقوا الطرق الرئيسية. جاءت هذه الاحتجاجات على خلفية مقتل الشاب الأمين محمد نور، الذي توفي تحت التعذيب في أحد معتقلات جهاز المخابرات العامة، وفقًا لما أفادت به لجان مقاومة كسلا.
تجمع المحتجون في شوارع المدينة، مما أدى إلى شلل الحركة التجارية، حيث اضطر التجار إلى إغلاق محلاتهم. وأفاد شهود عيان بأن القوات الأمنية استخدمت الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، لكن لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات حتى الآن. هذه الأحداث أثارت مشاعر الغضب في الشارع السوداني، حيث تذكر الكثيرون حادثة مقتل الشهيد أحمد الخير في ظروف مشابهة.
أغلقت الأسواق والشوارع تعبيراً عن الغضب بعد مقتل الشاب الأمين أنور داخل معتقلات جهاز المخابرات العامة في الولاية. هذه الأحداث أثارت استياءً واسعاً بين المواطنين، الذين طالبوا بمحاسبة المسؤولين عن الحادث.
في خطوة استجابة لمطالب الشارع، وافق المدير العام لجهاز المخابرات الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل على رفع الحصانة عن المشتبه فيهم في قضية مقتل المواطن الأمين محمد نور. كما تم التأكيد على تسليم هؤلاء المشتبه بهم للجهات القضائية، استجابةً لطلب النيابة العامة.
في سياق متصل، عقدت لجنة الأمن بالولاية اجتماعاً لمناقشة الإجراءات المتخذة وتحديد أسماء المتهمين، بهدف تسليمهم للنيابة. ومع تصاعد الاحتجاجات، استخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية وقنابل الصوت لتفريق المتظاهرين، مما زاد من حدة التوتر في المدينة.
وكان قد أعلن تجمع شباب البني عامر والحباب في ولاية كسلا عن إغلاق شامل لسوق المدينة اليوم الأحد، وذلك احتجاجًا على وفاة الشاب الأمين محمد نور الذي كان معتقلاً لدى جهاز المخابرات في الولاية. يأتي هذا الإجراء في إطار المطالبات الشعبية بالعدالة، حيث أثار الحادث استياءً واسعًا في الأوساط المحلية.
في بيان رسمي، أكد التجمع أنه لن يستلم جثمان الشاب الأمين إلا بعد القبض على المتورطين في وفاته ومثولهم أمام النيابة، بالإضافة إلى المطالبة بإقالة مدير جهاز المخابرات في الولاية ومحلية كسلا، محملين إياهما مسؤولية ما حدث. هذه المطالب تعكس حالة الغضب المتزايد بين الشباب والمجتمع المحلي تجاه الانتهاكات المزعومة.
وأوضح البيان أن الشاب الأمين توفي بعد اعتقاله من قبل عناصر تابعة لجهاز المخابرات في مدينة ود شريفي، حيث تم نقله إلى كسلا قبل أن يفارق الحياة نتيجة للتعذيب، وهو ما أكده تقرير التشريح الذي أظهر كدمات على جسده. كما أشار البيان إلى محاولات مدير جهاز الأمن والمخابرات في كسلا، العميد رضوان، لتضليل الحقائق من خلال تقديم روايات غير دقيقة حول سبب الوفاة، وهو ما تم دحضه من خلال تقرير الطب الشرعي.
تأتي هذه الاحتجاجات في وقت تعاني فيه البلاد من توترات سياسية وأمنية متزايدة منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023. الحرب المستمرة أدت إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان، مع تزايد حالات الاعتقال التعسفي والتعذيب، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا. مدينة كسلا، التي كانت تعتبر منطقة هادئة، أصبحت الآن تعاني من تداعيات هذه الأزمات، حيث تستضيف آلاف النازحين.
التعليقات مغلقة.