كشف شهود عيان لراديو دبنقا عن استمرار سيطرة قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من مدينة سنجة صباح الأحد، وانتشار واسع لنقاط ارتكازهم في المدينة، بينما الجيش متواجد في مقر اللواء 67 بمنطقة “حريري”. وقد شنت قوات الدعم السريع هجمات متكررة على الموقع صباح الأحد، لكن الجيش أعلن تصديه لهذه الهجمات واستيلاؤه على مركبتين، كما نشر صوراً لقتلى خلال الهجوم.
أفاد شهود عيان من المدينة لراديو دبنقا أن الطيران الحربي التابع للجيش قد شنّ صباح يوم الأحد غارات جوية مكثفة على مواقع قوات الدعم السريع في مدينة سنجة.
أفاد سكان المدينة بأن الجيش سيطر على الجسر الذي يربط المدينة بالجهة الشرقية، خاصة مناطق الدندر والمناطق المجاورة لها.
وأوضح الفارون من المدينة عبر راديو دبنقا أن قوات الدعم السريع أقامت نقاط تفتيش عديدة على الطريق القومي باتجاه “أبو حجار” جنوبًا، وكذلك على الطريق المؤدي إلى مدينة سنار شمالًا. واتهم النازحون قوات الدعم السريع بارتكاب عمليات نهب واسعة للمركبات والمنازل والمحلات التجارية، ولم يكن بالإمكان الاتصال بقادة الدعم السريع في سنجة للحصول على تعليق حول الموضوع.
أفاد المقدم م عمر أرباب لراديو دبنقا بأن تكتيكات قوات الدعم السريع خلال الحرب الحالية تعتمد على عزل القوات المستهدفة ثم محاصرتها ومن ثم الهجوم عليها بموجات متتالية، مبيناً أن هذه التكتيكات تُستخدم دائماً. وأوضح أن قوات الدعم السريع تهدف في جميع عملياتها إلى السيطرة على المواقع الاستراتيجية التي تتيح لها التحكم في عدة مناطق. وأشار إلى أن سيطرة الدعم السريع على جبل موية الاستراتيجي وفرت لها القدرة على مهاجمة سنجة وربك وسنار، وأن السيطرة على سنجة تتيح لها إمكانية السيطرة على سنار والقضارف والدمازين وربك وكوستي.
أوضح أن سيطرة الدعم السريع حاليا على سنجه وضعت سنار تحت حصار كامل من جميع الجهات، بما في ذلك سنجة، جبل موية، وود الحداد، والحاج عبد الله، مع انتشار قوات كيكل في الاتجاه الشرقي.
قال إن الجيش غير قادر على مقاومة الحصار إلا بواسطة الغارات الجوية التي لا تحقق المستوى المطلوب من تحييد القوات أو القضاء عليها.
من جانبه توقع خبير عسكري فضل عدم الكشف عن هويته أن يحافظ الجيش على نقاط سيطرته داخل المدينة، مما يشير إلى احتمالية استمرار المواجهات لوقت طويل.
من جانب آخر، قلل بعض المحللين من شأن الهجوم على سنجه واعتبروه مجرد ضجة إعلامية، مشيرين إلى أن مقر الفرقة 17 مشاه كان خالياً من الجنود والمعدات التي كانت قد انتقلت في وقت سابق إلى سنار لدعم الجيش هناك بعد هجوم قوات الدعم السريع على المدينة وسيطرتهم على منطقة جبل مويه الاستراتيجية.
الجيش يشن غارات على مدينة سنجة بعد أن استولت عليها قوات الدعم السريع
صرح مرصد سناري لحقوق الإنسان يوم الأحد بأن الجيش قام بقصف مدينة سنجة، مما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين في ظل توقف الخدمات الصحية وانقطاع الكهرباء.
سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، في التاسع والعشرين من يونيو الحالي، بعد أن قامت قواتها بتنفيذ عملية التفاف انطلقت من منطقة جبل موية نحو الجيش المتمركز في سنار.
أفاد المرصد في بيان حصلت “دارفور24” على نسخة منه، أن “السكان المحاصرين في سنجة يتعرضون لقصف جوّي ومدفعي من قوات الجيش، مما أسفر عن وقوع العديد من الإصابات بين المدنيين وسقوط ضحايا من بينهم أطفال ونساء، جارٍ التحقق من هوياتهم”.
تم الكشف عن توقف جميع المستشفيات والمرافق الصحية في المدينة مع انقطاع الكهرباء منذ يوم السبت.
وأشار إلى أن سكان سنجة يعانون منذ صباح أمس السبت من أكبر أزمة إنسانية تشهدها المدينة في تاريخها الحديث، حيث انتشرت عمليات النهب والسلب بشكل واسع وحدثت اقتحامات مسلحة لمنازل المواطنين من قبل قوات الدعم السريع، والتعدي عليهم.
وأشار المرصد إلى أن هناك نزوح شبه كامل للسكان من سنجة إلى المناطق الآمنة، بينما لا يزال بعض المدنيين عالقين وغير قادرين على المغادرة بسبب القصف المدفعي والجوي.
التعليقات مغلقة.