الاحداث نيوز
عين الحقيقة

رحلة روسية غامضة تعبر 5 دول وتصل إلى بورتسودان هذا الشهر …ما مهمتها؟

رحلة روسية غامضة تعبر 5 دول وتصل إلى بورتسودان هذا الشهر …ما مهمتها؟

 

 

متابعات – الاحداث نيوز – في تحرك غير اعتيادي أثار العديد من التساؤلات، كشفت بيانات تتبع الرحلات الجوية عن مسار معقد لطائرة شحن روسية من طراز Ilyushin Il-76TD، يُرجّح ارتباطه بمهام ذات طابع عسكري أو أمني في المنطقة.

 

الرحلة، التي بدأت في 10 سبتمبر الجاري من موسكو، توقفت لأكثر من 12 ساعة في مدينة أوليانوفسك الروسية، قبل أن تواصل طريقها إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض. وفي اليوم التالي، غادرت الطائرة السعودية باتجاه مطار عنتيبي الدولي في أوغندا، في محطة لافتة ضمن شبكة تنقلاتها.

 

تحركات متعددة وتوقفات لافتة:

البيانات أظهرت أن الطائرة الروسية أقلعت مجدداً في 19 سبتمبر من عنتيبي، وتوجهت إلى قاعدة شرق العوينات العسكرية في مصر، وهي منشأة استراتيجية ذات طابع عسكري، قبل أن تظهر في مطار بورتسودان الدولي، حيث نفّذت عملية هبوط قصيرة، ثم واصلت مسارها نحو مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة.

هذا المسار الذي شمل خمس دول خلال أقل من عشرة أيام، يعكس نمطاً لوجستياً معقّداً، يرجّح ارتباطه بمهام غير تجارية.

 

معلومات عن الطائرة والمشغّل:

تُشغّل الطائرة شركة Gelix Airlines، التي ترتبط، وفق مصادر مطلعة، بمهام شحن خاصة لصالح الحكومة الروسية. وتستخدم الشركة مطار أوليانوفسك فوستوتشني كمركز صناعي ولوجستي رئيسي للطائرات العسكرية، من طرازي Il-76 وAn-124، ما يعزّز فرضية أن الرحلة جزء من سلسلة دعم لوجستي دفاعي روسي في القارة الأفريقية.

 

دور أوغندا في الدعم اللوجستي الروسي:

وفي سياق متصل، سبق أن صرّح وزير الدفاع الأوغندي بأن بلاده تخطط لإنشاء مركز إقليمي لصيانة المعدات العسكرية الروسية، بما يشمل الطائرات. هذا التحول يمنح أوغندا دوراً محورياً في خارطة النفوذ الروسي في أفريقيا، ويفسّر توقف الطائرة في مطار عنتيبي ضمن رحلتها.

 

ارتباطات محتملة بفاغنر ومناجم الذهب السودانية:

مصادر أخرى لم تستبعد وجود صلة بين الرحلة وتحركات قوات “فاغنر” الروسية، خصوصاً في ظل تمركزها بجمهورية أفريقيا الوسطى، والتقارير التي تتحدث عن وجود عناصر منها قرب محلية أم دافوق في جنوب دارفور، والتي تبعد قرابة 200 كيلومتر فقط عن منجم سونغو للذهب، الخاضع لسيطرة قوات الدعم السريع.

 

هذه التقارير تطرح فرضية أن التحركات الجوية قد تكون جزءاً من عمليات دعم أو مراقبة ترتبط بمصالح أمنية واقتصادية روسية في السودان ومحيطه، خصوصاً في المناطق الغنية بالموارد الطبيعية مثل الذهب.

 

لقاءات اقتصادية في موسكو وسط تصاعد التوترات:

بالتزامن مع هذه التحركات، شهدت العاصمة الروسية موسكو أعمال الدورة الأولى للجنة الوزارية السودانية الروسية للتجارة والاقتصاد، في أول لقاء رسمي من نوعه منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023. ترأس الوفد السوداني وزير المعادن نور الدائم، فيما مثّل الجانب الروسي الوزير ألكسندر كوزلوف.

وتأتي هذه الاجتماعات في وقت حساس، يُنظر إليها على أنها مؤشر على إعادة تفعيل قنوات التعاون الاقتصادي بين الخرطوم وموسكو، رغم تعقيدات المشهد السوداني.

 

قراءة في المشهد العام:

تصف مصادر مطلعة هذه التطورات بأنها جزء من خريطة نفوذ جديدة ترسمها روسيا في إفريقيا عبر السودان، عبر مزيج من التحركات العسكرية، واللوجستية، والدبلوماسية.

من رحلة الشحن الغامضة، إلى نشاط فاغنر قرب الحدود، ومروراً بالاجتماعات الاقتصادية في موسكو، تتقاطع هذه التحركات مع استراتيجية سودانية لتأمين مصالحها في دارفور ومناجم الذهب، وضبط التوازنات الإقليمية والدولية وسط نزاع داخلي مستمر.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.