الاحداث نيوز
عين الحقيقة

لماذا سقطت منطقة المثلث؟

لماذا سقطت منطقة “المثلث”؟

 

رشان أوشي

 

منوعات _ الأحداث نيوز _ يشعر السودانيون بقلق متزايد من مشاركة مليشيات المتمرد الليبي “خليفة حفتر” إلى جانب قوات الدعم السريع في الحرب الدائرة داخل السودان. لكن الواقع يشير إلى أن ما حدث هو محاولة لإخراج “القط بجلد النمر”، بعد سلسلة هزائم متكررة لحقت بمليشيات حميدتي، وسط تصاعد تمرد الأهالي في دارفور وكردفان على عمليات التجنيد القسري.

 

هذا المشهد لا يمكن فصله عن الدور الإماراتي الذي يقف وراء معظم المليشيات النشطة في زعزعة الأمن والسلم الإقليمي بالمنطقة. فـ”أبوظبي” هي التي تحرك هذه المجموعات كما تشاء، مستغلة الأوضاع في السودان لتعزيز نفوذها.

 

من خلال “عملية المثلث”، تسعى الإمارات لمساعدة “آل دقلو” على الخروج من المأزق الذي وقعوا فيه، سواء من جهة الاستنزاف العسكري المستمر، أو المسؤولية الأخلاقية الثقيلة التي تتحملها مجتمعاتهم المحلية في دارفور بشكل خاص.

 

لمتابعة اخبارنا عبر واتساب اضغط هنا 

المزيد من المشاركات

التوغل العدواني لمليشيات حفتر داخل الأراضي السودانية يضع المنطقة بأكملها على شفير كارثة. في المقابل، تتصاعد تحركات “المصري” للرد وحماية حدوده، ومنع تمدد هذه المليشيات نحو أراضيها. هذا الواقع لن يتغير، حتى وإن شهدنا قذائف أو طلقة هنا وهناك، فهو يمنح مصر فرصاً إضافية للرد الانتقامي.

 

لكن السؤال الأكثر إلحاحًا يجب أن يُطرح داخل السودان: ماذا ستفعلون بعد هذا التدخل الأجنبي العلني في الحرب؟ هذا السؤال موجه لجميع الفاعلين السياسيين، الأحزاب، والقوى المسلحة التي تترسخ في نظام المحاصصة الغنائمي.

 

لم يعد بإمكان أحد إنكار أن المشهد الراهن للحرب يقدم صورة مختلفة عن السابق، إذ برزت الأطماع بوضوح، ما تسبب في هزائم عسكرية وتوغّل مليشيات أجنبية داخل الأراضي السودانية، رغم قدرة القوات النظامية على صدها واستعادة بعض الأراضي.

 

وفي الوقت الذي تفقد فيه الدولة السيطرة على المناطق الاستراتيجية، تنشط الجماعات المسلحة، بينما تتسابق القيادات السياسية لتسويق نفسها للانضمام إلى حكومة “كامل إدريس”، بدلاً من دعم المعركة في “المثلث” ودارفور. فقد وجّه الدكتور جبريل إبراهيم، بدلاً من دعم الجبهة العسكرية، إعلامه وأصدقاءه من الكتاب للتأثير عبر الرأي العام على تشكيل الحكومة الجديدة.

 

الخلاصة: يبدو أن السودان يعاني من سوء حظ مزمن. كلما حاولت معالجة جرح، سال جرح آخر.

 

مع كامل المحبة والاحترام.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.