الاحداث نيوز
عين الحقيقة

البرهان وترامب… لقاء محتمل لحسم الملفات الكبرى

وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي يكتب: البرهان وترامب… لقاء محتمل لحسم الملفات الكبرى

منوعات _ الأحداث نيوز _ يبدو أن المشهد السياسي السوداني مقبل على تحول جديد، مع احتمال لقاء مباشر بين الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في محاولة لفتح مسارات استراتيجية تعزز موقع السودان الإقليمي وتعيد رسم خريطته السياسية.

هذا اللقاء، إن تم، سيكون امتدادًا للانفتاح الذي بدأ منذ إعلان اتفاق مبدئي في 23 أكتوبر بين السودان وإسرائيل على بدء خطوات نحو التطبيع، تزامنًا مع توجه إدارة ترامب حينها لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وقد شكّل ذلك الإعلان نقطة تحوّل في مسار العلاقات الخارجية للسودان، وسط محاولات حثيثة لإعادة تموضعه دوليًا وإقليميًا.

ورغم هذه التطورات، ظل السودان متمسكًا رسميًا بموقفه الداعم لحل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية لعام 2002، الداعية إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ما يعكس حرصًا سودانيًا على التوفيق بين مصالحه الاستراتيجية والمواقف التاريخية الثابتة تجاه القضية الفلسطينية.

في المقابل، تطرح التيارات الإسلامية تحديًا حقيقيًا أمام أي تحرك نحو مزيد من الانفتاح على ملف التطبيع. فهذه التيارات، التي لطالما تبنت مواقف عقائدية صارمة، تجد نفسها اليوم أمام ضرورة إعادة تقييم خطابها السياسي لمواكبة تحولات الواقع، دون المساس بجوهر ثوابتها. وهو ما يتطلب توازنًا دقيقًا بين المبادئ والتعامل البراغماتي مع المستجدات الإقليمية، على غرار بعض التجارب في المنطقة، مثل الحالة السورية، التي بدأت إشاراتها تظهر من خلال رفع جزئي للعقوبات وإعادة انخراط سياسي محدود.

المزيد من المشاركات

من هذا المنطلق، يرى مراقبون أن السودان يمتلك اليوم فرصة استراتيجية لتعزيز دوره في الإقليم، مستفيدًا من أوراق ضغط متعددة، لكنه ما زال مترددًا في حسم موقعه ضمن المحاور الدولية. وهو ما يجعل أي خطوة مباشرة، مثل لقاء البرهان بترامب، مفتاحًا محوريًا لإعادة رسم ملامح الدور السوداني في المنطقة.

وفي ظل حرب داخلية ضارية وأوضاع اقتصادية منهكة، فإن المبادرة بلقاء واضح وصريح بين البرهان وترامب – خارج أطر الوكلاء والوسطاء – قد تفتح للسودان نافذة دعم دولي واسعة، وتعيد له الثقة الإقليمية والدولية، شريطة أن تُطرح الملفات الكبرى برؤية تحفظ الأمن القومي وتحترم السيادة الوطنية.

لمتابعة اخبارنا عبر واتساب اضغط هنا

وجه الحقيقة كما نراها: مستقبل السودان مرهون بقدرته على اتخاذ قرارات جريئة متوازنة، تجمع بين الواقعية السياسية والتمسك بالثوابت. فهل نشهد قريبًا لقاء يحسم الاتجاه ويعيد للسودان مكانته التي يستحقها؟

إبراهيم شقلاوي
الاثنين 19 مايو 2025م

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.