الاحداث نيوز
عين الحقيقة

لأول مرة، صحفي يقتحم مدينة مدني ويروي ما اكتشفه من تفاصيل وأسرار

متابعات _ الأحداث نيوز

متابعات _ الأحداث نيوز _  تعكس الأحداث التي شهدتها مدينة مدني في الآونة الأخيرة ما وصفه الروائي عبد العزيز بركة ساكن في كتابه “مسيح دارفور” عن الجنجويد، الذين أصبحوا جزءًا من أزمة غير مسبوقة في المدينة. تعرضت مدني لأزمة خبز خانقة بعد سرقة العجانات والمولدات، إضافة إلى اختفاء كميات كبيرة من الدقيق الموجود بالمخابز. وكانت المليشيا المسيطرة على المدينة هي من يحتكر الدقيق المسروق ويوفر الحماية للمخابز التي تقرر العمل، لتكون السرقات العائد المالي من هذه المخابز في النهاية هدفًا آخر للمليشيا.

أما الأسواق، فشهدت تحولاً كبيرًا حيث أصبح “سوق دقلو” هو المصدر الرئيسي للغذاء والسلع الأساسية، متضمنًا الخبز، الخضروات، والدقيق. وأسعار اللحوم شهدت ارتفاعًا حادًا حيث وصل سعر كيلو اللحم العجالي إلى 18 ألف جنيه، بينما أصبح اللحم الضأن ترفًا لا يستطيع العديد من المواطنين تحمله.

الجنجويد لم يقتصر نشاطهم على السرقات فحسب، بل استولوا على مخازن ولاية الجزيرة الاستراتيجية، وقاموا بتدمير المنشآت والمصانع، واستباحوا كل ما يمر في طريقهم. وكان مشهد سرقة السيارات والحافلات شائعًا، حيث تم تدمير المركبات المتوقفة إما بحرقها أو بتكسيرها، مما أسفر عن اكتظاظ الشوارع بالمركبات المحطمة.

أما بالنسبة لوسائل النقل، فانتشرت “الدرداقات” التي أصبحت وسيلة التنقل الرئيسية للمواطنين، حيث تستخدم لنقل المرضى وكبار السن بالإضافة إلى مشتريات المواطنين من الأسواق. وتُعد هذه الوسيلة البديلة مؤلمة حيث أصبح المواطن عاجزًا عن حمل احتياجاته اليومية.

ومع انقطاع الكهرباء والاتصالات، باتت وسائل الاتصال الوحيدة هي أجهزة الـ”إستار لينك”، التي تتحكم بها المليشيا، حيث جُبيّت منها أموال ضخمة من المواطنين، الذين اضطروا لدفع نسبة تتراوح بين 10% إلى 30% من المبالغ المحولة عبر هذه الوسيلة. وقد تحولت مراكز “إستار لينك” إلى مصيدة للمواطنين، حيث يتم تتبع المبالغ المنقولة وسرقتها تحت تهديد السلاح.

 

المشهد في مدني أصبح صورة مؤلمة للوضع الراهن، حيث تزداد معاناة المواطنين تحت وطأة الجنجويد الذين سيطروا على المدينة ونهبوا مواردها، ليعيش أهلها في ظروف قاسية من الفقر والاضطهاد.

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.