متابعات_ الأحداث نيوز_نيروبي: هيومن رايتس ووتش تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم عنف جنسي في جنوب السودان
اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في السودان بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في ولاية جنوب كردفان، التي تشهد حربًا دامية منذ أكثر من عام ونصف العام. وأكدت المنظمة في تقرير نشرته يوم الإثنين أن عشرات النساء والفتيات، تتراوح أعمارهن بين 7 و50 عامًا، تعرضن للاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي في هذه المنطقة.
الاحتلال العسكري لجنوب كردفان
تشهد ولاية جنوب كردفان، التي تسيطر جزء كبير منها الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، وهي جماعة مسلحة تضم عناصر من الإثنية النوبية، حالة من العنف المستمر، في وقت تشارك فيه هذه المجموعة في صراع مستمر مع قوات الدعم السريع للسيطرة على المنطقة. من جهة أخرى، يشهد السودان منذ أبريل 2023 حربًا طاحنة بين الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 11 مليون شخص، في أزمة إنسانية حادة وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في الذاكرة الحديثة.
تفاصيل الانتهاكات والاعتداءات
بحسب تقرير “هيومن رايتس ووتش”، فقد تعرضت العديد من الضحايا للاغتصاب الجماعي في منازلهن أو منازل جيرانهن، وغالبًا أمام عائلاتهن، بينما اختُطف العديد منهن واستُعبدن. وذكر التقرير أن إحدى النساء، وهي نوبية في الخامسة والثلاثين من عمرها، تعرضت للاغتصاب الجماعي من قبل ستة مقاتلين من قوات الدعم السريع بعد اقتحامهم منزل عائلتها، حيث قتلوا زوجها وابنها قبل أن يستمروا في اغتصابها.
وفي حالة أخرى، قالت امرأة في الثامنة عشرة من عمرها، إن مقاتلي قوات الدعم السريع اختطفوها مع 17 امرأة وفتاة أخرى في فبراير 2024، حيث احتجزوهن في قاعدة عسكرية وأبقوا عليهن في ظروف تشبه الاستعباد، حيث تعرضن للاغتصاب والضرب المستمرين لعدة أشهر.
الاستعباد الجنسي والتعذيب
كما استعرض التقرير قصة هبة (22 عامًا) التي هربت من قريتها في كادقلي، حيث تم قتل عائلتها على يد مقاتلي الدعم السريع. هبة، التي تعرضت للاعتداء الجنسي أمام أطفالها، كانت واحدة من العديد من النساء اللاتي أُجبرن على الخضوع لهذه الانتهاكات في ظل ظروف مرعبة.
نداءات للعدالة الدولية
أكدت “هيومن رايتس ووتش” أن هذه الجرائم تُعد انتهاكًا خطيرًا للقانون الإنساني الدولي، وتستدعي تحركًا عاجلًا من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي من أجل تقديم المساعدة للضحايا وحماية النساء والفتيات الأخريات. كما دعت إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم الشنيعة، مشيرة إلى أن استمرار هذه الانتهاكات يُظهر الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات دولية جادة لحماية المدنيين وتحقيق العدالة.
من جانبه، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، الشهر الماضي من تفشي وباء العنف الجنسي في السودان، مشددًا على أن حجم الاعتداءات الجنسية في البلاد أصبح “غير مقبول”. وفي وقت سابق، أكدت الأمم المتحدة في تقريرها الصادر في أكتوبر 2023 أن قوات الدعم السريع مسؤولة عن معظم حالات الاغتصاب الموثقة في السودان، معتبرة أن هذه الجرائم تشكل جزءًا من أفظع الانتهاكات التي شهدها البلد في النزاع المستمر.
وفي هذا السياق، أشار محمد شاندي عثمان، رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان، إلى أن حجم العنف الجنسي في البلاد صادم، محذرًا من أن “لا مكان آمنًا في السودان الآن”، داعيًا إلى تدخل عاجل لتدارك الوضع وحماية المدنيين.
التعليقات مغلقة.