همس الحروف
الشكر و التقدير لكل من ساهم في إنجاح الحملة البيئية في دنقلا
د. الباقر عبد القيوم علي
بعد هطول الأمطار ، شهدت بيئة دنقلا تردياً مريعاً ، و شكلت حواضن للنواقل ، التي أدت إلى تفشي الأمراض مثل ملتحمة العين ، و الملاريا ، و الإسهالات ، حيث اصبحت المدينة بيئة خصبة لتكاثر جميع انواع النواقل ، فنجد أن التلوث ، و تجمع المياه الراكدة مع تراكم الاوساخ أدى إلى تفاقم المشكلة ، و هذا الأمر كان شاغلاً للسيد مدير المرور بالولاية الشمالية سعادة العقيد شرطة عبد الناصر حسن أحمد ، حيث كانت لديه فكرة تهدف إلى تحسين الأوضاع البيئية ، وقد تطورت هذه الفكرة لتصبح مبادرة واسعة النطاق تُعنى بإصلاح البيئة وتعزيز صحتها ونظافتها .
فحمل مدير المرور فكرته التي تحولت إلى مبادرة إلى وزير الصحة بالولاية د. ساتي حسن ساتي ، حيث ناقشا معاً التحديات البيئية والصحية ، و مع تلاقح الأفكار بينهما تم توسيع دائرة المبادرة لتشمل جميع شركاء المصلحة وشركاء العمل الإنساني بالولاية على رأسهم السيد د. مكاوي الخير الوقيع المدير التنفيذي لمحلية دنقلا الذي رحب بالمبادرة بشغف شديد ، و قد شرع الجميع في تنفيذ بنودها و التي كانت تحت شعار معاً لخلق بيئة صحية و نظيفة و آمنة ، و فد نتج عن هذا التعاون تطوير المبادرة بصورة شاملة تهدف إلى إصلاح البيئة وتعزيز الصحة العامة .
و قد ساهمت مشاركة جميع شركاء العمل الإنساني و الطوعي في هذه الحملة بشكل كبير في تحقيق أثر إيجابي على البيئة. حيث دعمت جهودهم المبادرة بشكل فعّال ، مما أسهم في تعزيز الوعي البيئي وتحسين الظروف المحيطة ، و هذا التعاون زاد من فعالية المبادرة وأثرها الإيجابي على البيئة .
على الرغم من عظم الابتلاءات التي واجهتها الولاية الشمالية من النزوح و العابرين إلى مصر و العائدين منها ، فقد تحملت الولاية كل تبعات المشاكل التي نشأت من حركة الذهاب و العودة ، مما حمل الولاية مبالغ طائلة لإيوائهم و إحتواء مشاكلهم ، و تقديم الخدمات الأساسية إليهم ، و هذا علاوة على الضغوط التي فرضها النازحين المقيمين في الولاية ، و أردف فوق ذلك الضرر الناجم من الكوارث الطبيعية جراء السيول و الأمطار ، فقد ظل سعادة الوالي الأستاذ عابدين عوض الله ، صابراً ، و محتسباً ، و مجتهداً في عرض حجم الأضرار إلى كل من يهمهم أمر الولاية ، و العمل على تلافيها ، و كما ظل ساعياً نشطاً في جهود إعادة الإعمار التي سترى النور في مقبل الايام القادمات إن شاء الله ، مما يعكس ذلك مدى التزامه العميق بمصلحة ولايته و سعيه الدؤوب لتحسين الأوضاع فيها .
و لقد حققت هذه الحملة التي دشنها سعادة الوالي اليوم أهدافها بنجاح منذ ضربة البداية الأولى ، بفضل التعاون الفعّال بين الجهات المختلفة والدعم المستمر من قادة الولاية و المجتمع ، و هذا النجاح المبكر يعكس فعالية التخطيط و التنفيذ والالتزام الجماعي .
وزارة الصحة أسهمت إسهاماً بارزاً سيسجله لها التأريخ في صفحات من ذهب ، و خصوصاً أنها هي الجهة المعنية بهذا الأمر ، فقد أبلت بلاءً حسناً في هذه الحملة . و لعبت دوراً محورياً في تنظيمها وتنفيذها و توفير القدر الأكبر من معينات نجاحها ، مما ساهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف المرجوة .
شكر خاص و خالص لشباب دنقلا الأشاوس الذين لبوا نداء هذه الحملة و الشكر كذلك لشباب المقاومة الشعبية ، و يمتد الشكر لمفوضية العون الإنساني عبر عرابها د. عبد الرحمن خيري ، و لوزارة الشباب و الرياضة على دعمهم الفعّال ، الذي كان له الأثر الطيب من خلال مساهمة جهودهم الفعالة بشكل كبير مما عكس التزامهم العميق بتحسين البيئة وتعزيز الصحة العامة بمحلية دنقلا .
و يمتد الشكر أيضاً للغرفة التجارية التي قدمت دعمها القيم للحملة و كان لمساهمتها دور كبير عكس إلتزامها بالمسؤولية المجتمعية ، و خالص الشكر كذلك لتجار دنقلا الافاضل الذين التزموا بأمر إغلاق الأسواق وشاركوا بفعالية في إنجاح هذه الحملة التي تعزز جهود الإصلاح البيئي .
لا شك أن كرنفال الإصحاح البيئي الذي شهدته مدينة دنقلا اليوم ، و الذي شكل لوحة زاهية من تضافر جهود كل قطاعات الشعب بشقيه الشعبي الذي مثله الشباب بمختلف قطاعاتهم و الرسمي الذي تمثل في وزارة الصحة و وزارة البنى التحتية و وزارة الشباب و الرياضة و محلية دنقلا و لجنتها الأمنية و إدارة المرور بالولاية و الغرفة التجارية، سيلعب دوراً محورياً في تحقيق أهداف هذه الحملة و نجاحها بإذن الله تعالى .
و الله من وراء القصد