إذا لم تطرق أخبار التدهور الخطير في صحة الرئيس البشير ورفاقه باب رئيس القضاء .. وإذا لم يجد مولانا رئيس القضاء وقتاً لمطالعة سريعة للتقارير الطبية الموثقة التي أوضحت وشرحت خطورة الحالة الصحية للبشير ورفاقه .. إذا لم يجد رئيس القضاء السوداني وقتاً لسؤال المحيطين به عن حقيقة ما يدور في وسائل التواصل الإجتماعي عن الظروف الطبية والصحية السيئة التي يواجهها البشير والفريق بكري حسن صالح والفريق عبدالرحيم محمد حسين واللواء الخنجر واللواء يوسف عبد الفتاح ..
من يطالبون برعاية صحية كريمة للرئيس البشير ورفاقه لايستجدون رئيس القضاء ولا يستعطفون رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش السوداني .. من يطالبون برعاية صحية عاجلة للبشير وإخوانه يطالبون رئيس القضاء أن يقف موقفاً لوجه الله تعالي .. ثمّ التاريخ !!
ما لايعلمه رئيس القضاء أن الرئيس البشير ( دخل) في غيبوبة لمدة ثلاثة أيام والسبب يتعلق بمرض ضغط الدم الذي يعاني منه الرئيس منذ فترة ويحتاج لرعاية طبية منتظمة لا تقبل الجهة العسكرية التي تحتجز البشير ورفاقه .. لا تقبل بالتصديق لهم بالعلاج المناسب لحالاتهم كلٍ علي حدة ..
وما لايعلمه رئيس القضاء أن أسرة الفريق عبدالرحيم محمد حسين أُضطرت قبل فترة إلي كسر باب غرفته للدخول إليه بعد طرق طويل علي بابها .. والمحزن أن أسرة وزير الدفاع السابق وباني نهضة الجيش الصناعية وجدته مغمي عليه والسبب مضاعفات مرضه المعلومة عبر التقارير الطبية المودعة في ملفه أمام رئيس القضاء ..
ومايعلمه رئيس القضاء أن ابنة اللواء تكبدت مشاق السفر إلي رئيس القضاء وجددت له بالتفصيل الظروف الصحية التي يواجهها والدها وطلبت من مولانا رئيس القضاء منح اللواء يوسف إذناً للعلاج خارج مكان احتجازه ..
المفاجأة أن مولانا رئيس القضاء قال لأسرة يوسف عبدالفتاخ إن أمر والدهم بيد رئيس مجلس السيادة !!
ولهذا قررت أسرة اللواء الخنجر وأسرة اللواء مقابلة الفريق البرهان شخصياً .. ومما يؤسف له أن أبناء الخنجر فشلوا في مقابلة البرهان وعادوا أدراجهم والحزن يكسو وجوههم أسفاً علي طريقة تعامل لا تليق بضباط كبار خدموا أمتهم وجيشهم في زهرة شبابهم ونضج شيبتهم ولم يجدوا من ينصفهم وقد هدّتهم الكهولة وأكلهم المرض ..
إن المطالبة بتوفير عناية طبية عاجلة ومستدامة للبشير ورفقه ليس استعطافاً ولا استجداءاً لرئيس القضاء ورئيس مجلس السيادة .. المطالبة بهذا هي تذكير لمولانا رئيس القضاء بأمرٍ يعلمه وهو أن تحويل البشيرورفاقه إلي السلاح الطبي قد تم بأمر المحكمة المختصة والتي أمرت بنقلهم إلي السلاح الطبي للعلاج بطلب من هيئة الدفاع التي قدمت تقارير طبية إطمأن إليها القاضي المختص ..
لقد جاء تحويل البشير ورفاقه إلي المستشفي بأمر المحكمة للعلاج .. ولهذا ليس من حق أي جهة أخري حرمانهم من الحصول علي رعاية طبية داخل أو خارج البلاد ..
ليس سراً أن البشيرورفاقه يخضعون حالياً لحراسة الجيش .. لكن لا يمكن أن تكون هذه الحراسة حائلاً بين المحبوسين وعرضهم علي جهات ورعاية طبية عليا وذلك بعد أن أخلت اللجنة الطبية المشرفة علي علاج الرئيس وصحبه مسؤوليتها من أي تدهور يطرأ علي حالهم الصحي لأنها لا تملك الأجهزة الطبية ولا الفحوصات الطبية المتقدمة ولا التدخل الطبي العاجل لإنقاذهم من مضاعفات صحية تتوالي يوماً بعد يوم ..
لن يُصيب البشير ورفاقه إلا ما كتبه الله عليهم في الأزل .. لكننا نذكر مولانا رئيس القضاء بما توجبه عليه العدالة ويقظة الضمير ..
عبدالماجد عبدالحميد
التعليقات مغلقة.