مرت ساعات، على تصريحات مساعد القائد العام للجيش “ياسر العطا” حتى تفتقت التحليلات الخاطئة والرغائبية ، فمن يفسر حديث “العطا” على أنه صراع داخل المؤسسة العسكرية، فهو يرغب في بناء مواقف على تفسير خاطئ، بالتالي ستصبح المواقف خاطئة، وحقيقة ما يدور في الرأي العام، محض إشاعات أو فزاعات تمارس ضمن التشويش الإعلامي أو الضغط السياسي مع ارتفاع التوتر بميدان المعركة.
من حيث المبدأ، ليس مستبعداً حدوث الاضطرابات داخل منظومة الدولة المدنية والعسكرية، ولكن من المستبعد أن تهب عواصفها فجأة، كما أن عقل العسكر لا يسمح بالشقاق أثناء الحروب، حيث تتغطى روح الجندية على كل شخصي وذاتي، بينما يعلم الجنرالات أن مصيرهم السياسي واحد، لذلك لن يسمحوا بأي خلاف، حتى لو وقعت مفاجآت غير محسوبة في هذه المرحلة.
الحديث عن صراعات داخل الجيش مجرد هراء، صدى للحملات الخارجية المبرمجة، التي يمكن تتبع بصماتها الدعائية. ويتم ترويجه لتخفيف الضغط عما يحدث من تدمير لمليشيا الدعم السريع ومحاصرة حلفائها الإقليميين والمحليين، فالمحور المؤيد للتمرد، عاجز عن فعل مباشر ويسعى لخلط الأوراق وخلق توازن في الردع بإثارة الفوضى سواء في ميدان المعركة أو الحرب الإعلامية.
تصريحات “العطا” هي نفس تصريحات “كباشي” وان اختلفت اللغة، واختلف الجمهور المستهدف ، “كباشي” نفسه أكد على أهمية دور المقاومة الشعبية، وشدد على تقنينها، و فعلياً ينفذ “العطا” على الأرض أوامر المؤسسة العسكرية، ويقود شباب المقاومة، لم يغادر الميدان، بل ظل مرابطاً في الصفوف الأمامية، يلتقي الجنود كل لحظة، بينما يخاطب “كباشي” المجتمع الدولي والخارج، لكل منهما ملفاته الموكلة إليه داخل مؤسسة الجيش.
كل تصريحات القادة العسكريين تصب في نهر دعوة جموع الأمة السودانية للانخراط في معركة الطوفان وشددوا على ضرورة أن يقاتل الجميع مستنفرين و نظاميين حتى تختلط دماؤهم لينالوا شرف حسم هذا الصراع لصالح الشعب السوداني.
محاولات اللعب باستقرار السودان لم تتوقف بأشكالها الكثيرة، من إشعال هذه الحرب و فصولها المفخخة، الاشتباكات داخل الأحياء السكنية وتهديد حياة ملايين المدنيين،، مروراً ب “غزوات الحرب النفسية” التي استهدفت الجيش والنسيج الاجتماعي، ووصولاً إلى استهداف مجموعات سكانية بعينها والسعي لإبادتها، وأخطرها الآن الترويج لنشوب صراع داخل قيادة المؤسسة العسكرية.
الجنرال “العطا” ليس ساذجاً فهو يعرف مآلا تصريحاته المصادمة، ولكن انظروا للجمهور الذي يخاطبه كل مرة ، وفي ذات الوقت يكرر رفضه المستمر لكل من يرى في مآسي أهله في السودان رائحة فرصة سياسية للاتجار بالمقاومة والاستثمار في المصيبة.
محبتي واحترامي.
التعليقات مغلقة.