إريتريا وإثيوبيا على صفيح ساخن
متابعات – الاحداث نيوز – عاد شبح الحرب ليخيّم من جديد على منطقة القرن الإفريقي، بعد مرور أكثر من ربع قرن على توقيع اتفاق السلام بين إريتريا وإثيوبيا، وذلك على خلفية اتهامات متبادلة بين الجانبين بشأن التحركات العسكرية والتنسيق مع جبهة تحرير شعب تيغراي، إلى جانب الخلاف المتصاعد حول ميناء “عِصَب” الإريتري المطلّ على البحر الأحمر.
وقالت الحكومة الإثيوبية، في بيان رسمي، إن لديها “معلومات مؤكدة” عن تنسيق بين إريتريا وعناصر من جبهة تحرير تيغراي، يهدف إلى “زعزعة استقرار البلاد”، معتبرة ذلك “عملاً عدائياً” ضد سيادة الدولة.
وردّت وزارة الإعلام الإريترية على تلك الاتهامات بوصفها “استفزازية ولا أساس لها”، مؤكدة أن أديس أبابا تحاول “تغطية إخفاقاتها الداخلية عبر خلق عدو خارجي”.
ويرى مراقبون أن الخلاف بين البلدين يتمحور حول رغبة إثيوبيا المتزايدة في الحصول على منفذ بحري مباشر على البحر الأحمر، وهو ما تعتبره إريتريا تهديداً لأمنها القومي، خاصة بعد تصريحات سابقة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ألمح فيها إلى أن بلاده “لن تبقى حبيسة البرّ إلى الأبد”.
وتشير تقارير ميدانية إلى أن القوات الإريترية عزّزت وجودها قرب الحدود الجنوبية، في حين رفعت القوات الإثيوبية من مستوى جاهزيتها في إقليمي أمهرة وتيغراي، وسط تحذيرات دولية من انزلاق المنطقة مجدداً إلى صراع مفتوح يهدد الأمن والاستقرار في القرن الإفريقي.
وحذّر مركز “تشاتام هاوس” البريطاني للأبحاث من أن أي تصعيد عسكري جديد بين البلدين قد تكون له تداعيات إقليمية واسعة، خصوصاً في ظل الأزمات الداخلية التي تعاني منها إثيوبيا، وتزايد التنافس على النفوذ في البحر الأحمر.
حتى الآن، لم تُسجّل أي اشتباكات مباشرة بين الجانبين، فيما دعت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي الطرفين إلى ضبط النفس وتجنّب أي خطوات أحادية قد تُشعل مواجهة جديدة في واحدة من أكثر مناطق القارة توتراً.
