تصريحات مثيرة من رشان أوشي
مقالات الاحداث نيوز – رأي بقلم: رشان أوشي
فور إعلان عودته، راودتني أمنية بسيطة: هل سيتجول بقال في شوارع أم درمان كما كان يفعل الناس العاديون، أو أن يزور حي الصالحة بلا موكب ولا حماية من القوات التي استجلبته من خارج الحدود، وتحديدًا من تشاد. أن يعود لا بصفته العسكرية أو السياسية، بل كأحد أبناء المدينة التي تنتمي إليه في أوراق الهوية، لا في الذاكرة الجمعية لسكانها.
في تلك الأحياء، ينتظره الآلاف من جيرانه السابقين، لا ليحتفوا به، بل لأنهم لم ينسوا بعد ما ارتُكب في حقهم عندما كان هو “والياً” على الخرطوم، تحت ظل ما عُرف حينها بهيمنة الجنجويد. الجروح التي خلفتها تلك المرحلة لم تلتئم، والناس لم تُمنح حتى رفاهية النسيان، فكيف بالغفران؟
السؤال الأهم الآن: هل يمكن للجنرال ياسر العطا أن يغفر لبقال ممارساته السابقة؟ ليس فقط كجزء من منظومة سياسية أو عسكرية، بل بوصفه من شارك في حملات الاستفزاز الشخصي، كما تقول الروايات المتداولة، عندما وقف مرارًا أمام منزل العطا، موجّهًا الإهانات إلى والدته وأسرته؟ هل يمكن تجاوز ذلك ضمن ما يُعرف بـ”التسويات الوطنية”؟ وهل هناك خطوط حمراء في الخصومة، حتى في زمن الحرب؟
العودة ليست مجرد إعلان. هي اختبار للذاكرة الجمعية، والعدالة المؤجلة، والمصالحة التي لا تكتمل دون اعتراف ومساءلة.
