الاحداث نيوز
عين الحقيقة

تدوينة من عثمان ميرغني تشعل نقاشاً واسعاً

تدوينة من عثمان ميرغني تشعل نقاشاً واسعاً

 

 

مقالات – الاحداث نيوز – ✍️ رأي: هل تبقى فسحةٌ من الأمل للسودان؟

في خضم مشهدٍ سياسي وأمني واقتصادي مضطرب، برزت تدوينة للصحفي المعروف عثمان ميرغني كواحدة من أكثر المنشورات إثارةً للنقاش على المنصات الرقمية السودانية خلال الأيام الماضية. بكلمات مقتضبة ولكن حادّة الدلالة، كتب ميرغني:

 

> “رغم كل الواقع… الواقع أرضاً، لكن فرص تعافي السودان قريبة وفي المتناول.”

 

هذه العبارة، التي جمعت بين الإقرار بعمق الأزمة والإيمان بإمكانية تجاوزها، تحوّلت إلى محور جدل واسع بين متابعيه، وفتحت الباب أمام تساؤلات كبرى حول مستقبل البلاد، ومقومات النهوض، ومَن تقع عليه مسؤولية إعادة التوازن إلى الدولة السودانية.

 

تجاوزت التدوينة نطاقها الشخصي لتتحول إلى نقطة اشتباك فكري بين تيارين:

 

أحدهما يرى في كلمات ميرغني بارقة أمل ضرورية في وقتٍ تتآكل فيه الثقة العامة،

وآخر يعتبرها تفاؤلًا مبالغًا فيه لا يعكس حجم المأزق الذي تعيشه البلاد.

 

المزيد من المشاركات

ورغم أن عدد التفاعلات الرقمية (أكثر من 1,500 مشاهدة، 800 تعليق، و22 مشاركة خلال ساعات) ليس الرقم الأضخم في عرف “الترندات”، إلا أن كثافة الحوار وتعقيد المداخلات عكسا ما هو أعمق من مجرد تفاعل لحظي.

لقد كان ما كتبه ميرغني، في جوهره، تعبيرًا عن مأزق الوعي الجمعي في السودان اليوم:

نحن نعلم حجم الانهيار، لكننا نرفض الاعتراف بالعجز التام.

 

من الناحية المهنية، لا يُعتبر عثمان ميرغني مجرّد صحفي ينقل الأحداث أو يعلّق عليها؛ بل هو أحد الأصوات التي غالبًا ما تؤثر في المزاج السياسي العام. وهو في هذه التدوينة، لم يقدّم تحليلاً تقليديًا، بل أطلق صرخة ضمنية مفادها أن الحلول لا تُستورد من الخارج، بل تُصنع داخليًا حين تتوفر الإرادة وتُفتح النوافذ المغلقة أمام العقل الوطني.

 

وفي هذا السياق، فإننا لا نقرأ تدوينة ميرغني بمعزل عن الحالة العامة من الترقب والقلق والانقسام التي تعيشها البلاد. فالأزمة الراهنة لا تبدو مجرد اختلال سياسي أو أمني، بل هي أزمة مشروع دولة، وأي حديث عن التعافي، حتى ولو بدا “حالماً”، لا يمكن تجاهله.

لعل ما يُحسب لميرغني هنا، هو أنه لم يكتفِ بوصف الواقع، بل خرقه بالأمل.

 

في الختام:

ربما لا تكون تدوينة على “فيسبوك” قادرة على تغيير مجرى الأحداث، لكنها في بعض الأحيان، قادرة على إعادة طرح الأسئلة الصعبة، وإحياء النقاش حول البدائل الممكنة.

وفي بلد مثل السودان، الأمل ليس ترفًا… بل ضرورة سياسية ونفسية للبقاء.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.