الاحداث نيوز
عين الحقيقة

رشان أوشي تفجر الجدل :البرهان أنقذ ما تبقى وعين هذه الشخصية رئيساً للوزراء بدلاً من إدريس

رشان أوشي تفجر الجدل :البرهان أنقذ ما تبقى وعين هذه الشخصية رئيساً للوزراء بدلاً من إدريس

 

مقالات – الاحداث نيوز –   ✍️ رشان أوشي:البرهان أنقذ ما تبقى!

انتهى المشهد. ولم يعد في الوقت متسعٌ للمجاملات أو الانتظار. نحن أمام مفترق طرق حاسم يتطلب قرارًا سياسيًا جريئًا: على رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أن يتحمّل مسؤوليته التاريخية، ويُقدم على تعيين السفير دفع الله الحاج رئيساً للوزراء، فهو رجل دولة خرج من رحم مؤسساتها، ويمتلك دراية كاملة بما يجري على الأرض، ويفهم، بلا أوهام، أين تقف البلاد وإلى أين يمكن أن تمضي.

 

وفي المقابل، آن الأوان لتمكين الدكتور كامل إدريس من العودة إلى حياته الهادئة على ضفاف نهر “الراين” في سويسرا؛ حيث يمكنه أن يمارس دوره كمفكر وخبير دولي بعيداً عن صخب السياسة السودانية، التي لم تُمهله كثيراً، ولا منحته فرصة للبقاء في مقعد القيادة أكثر مما فعلت.

 

وقت ضائع… وشعب ينتظر:

لم يعد بإمكان السودانيين احتمال المزيد من الانتظار. كل التجارب السابقة في تشكيل الحكومات، سواء الانتقالية أو “المدنية”، لم تُفضِ إلى أي حلول. البلاد تعيش فوق حقل من الأزمات، ولم يعد أحد يملك ترف الوقت لتجربة وصفات جديدة من خارج الواقع.

 

صحيح أن تفاؤلاً خجولاً رافق تشكيل ما سُمّي بـ”حكومة الأمل”، لكن هذا التفاؤل لم يصمد أمام واقعٍ مرير، تُحدده خطوط تماس عنيفة بين مراكز قوى متصارعة، بعضها داخلي وبعضها الآخر إقليمي ودولي، وهي قوى أكبر من حجم الدولة نفسها في لحظتها الراهنة.

 

خطاب بلا أدوات:

من حيث المبدأ، لا يمكن أن نعيب على الدكتور “كامل إدريس” امتلاكه الطموح. فكل من يختار طريق العمل العام لا بد أن يكون لديه قدر من الطموح يدفعه لخدمة وطنه. لكن الطموح، وحده، لا يُصلح إدارة دولة تعيش حالة انهيار مؤسسي واقتصادي وأمني.

 

منذ اليوم الأول لتوليه منصب رئيس الوزراء، قدّم “إدريس” خطابًا إصلاحيًا أنيقًا، وعد فيه بإعادة هيبة الدولة، وبناء مؤسسات قوية تتجاوز الحروب والانقسامات. لكن سرعان ما تبيّن أن أدوات التنفيذ غائبة، وأن الخطاب ظل محبوسًا في المنابر الرسمية، دون أن ينعكس على حياة الناس اليومية.

 

الأزمات تزداد، والمعيشة تضيق، والاقتصاد يترنّح، والحكومة تتآكل من الداخل.

 

المزيد من المشاركات

حكومة بلا قيادة:

خلال الأشهر الأربعة الماضية، فشلت “حكومة الأمل” في تشكيل رؤية موحدة، بل بدت أشبه بائتلاف هشّ تائه بين الولاءات المتضاربة والبيروقراطية المعطلة. لم تُطرح حلول جادة للكهرباء أو الصحة أو التعليم. وحتى التواصل بين الحكومة والشارع بدا مقطوعًا، إن لم يكن معدومًا.

 

أما على الصعيد الدولي، فلم تستطع الحكومة تحويل علاقات رئيسها الواسعة إلى دعم حقيقي، وظل المجتمع الدولي يتفرج، غير مقتنع بجدية مشروعها أو قدرتها على الصمود.

 

خير شاهد على ذلك: الرحلة الأخيرة لرئيس الوزراء إلى المملكة العربية السعودية، والتي لم تكن سوى محطة إضافية في سجل الإخفاق الدبلوماسي.

 

الرسالة الأهم:

فشل حكومة “كامل إدريس” لم يكن مجرد إخفاق فردي، بل كشف حجم تعقيدات اللحظة السودانية: صراع بين العسكر والمدنيين، تجاذبات خارجية، واقع اقتصادي منهار، وانعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم.

 

لكن الرسالة الأهم التي يجب أن تُستخلص: لا حكومة تنجح بلا مشروع عملي واضح، ولا قيادة تصمد بلا غطاء شعبي حقيقي، مهما كانت مؤهلات وخبرة من يقف على رأسها.

سيدي الرئيس، أمامك فرصة أخيرة لإنقاذ ما تبقّى. الزمن لا يرحم، والشعب لا ينتظر.

مع محبتي واحترامي.

 

جدل واسع وردود فعل غاضبة:

ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث رأى كثيرون أن المقال كان قاسيًا في حكمه على الدكتور كامل إدريس، معتبرين أن الرجل لم يُمنح الفرصة الكاملة ليُظهر قدراته ومشروعه الحقيقي، وأن المدة الزمنية القصيرة، والوضع المعقد الذي يعيشه السودان، لا يسمحان بالحكم العادل على تجربته.

 

ورغم هذا الجدل، يظل السؤال مطروحاً بإلحاح: هل يملك رئيس الوزراء الحالي بالفعل أدوات الإنقاذ المطلوبة، أم أن السودان بحاجة لقيادة جديدة تحمل مفاتيح واقعية للحل.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.