قفزة جنونية لسعر الدولار في السودان اليوم
متابعات – الاحداث نيوز – يشهد السودان واحدة من أسوأ أزماته النقدية في تاريخه الحديث، بعد أن تجاوز سعر الدولار الأمريكي حاجز 4000 جنيه سوداني في السوق الموازي، مدفوعًا بقرارات نقدية مثيرة للجدل وتصريحات رسمية زادت من اضطراب الأسواق المالية.
🔹 تصاعد المضاربات:
أدى إعلان بنك السودان المركزي عن إصدار فئة نقدية جديدة بقيمة 2000 جنيه، وفق منشور السياسات رقم (2025/15)، إلى إشعال موجة جديدة من المضاربات في السوق الموازي، ما تسبب في ارتفاع قياسي بأسعار الصرف.
كما تزامن القرار مع رفع الحظر عن استيراد المشتقات البترولية والسماح للمصارف التجارية بتنفيذ عمليات الاستيراد، ما دفع المتعاملين إلى التهافت على شراء النقد الأجنبي.
وارتفع الدولار من 3500 إلى 4000 جنيه في بعض التداولات، بينما بلغ سعر الشراء نحو 3700 جنيه، مقارنة بـ 560 جنيهًا فقط قبل اندلاع الحرب في أبريل 2023، أي بزيادة تتجاوز 560% خلال ثلاثين شهرًا.
🔹 تفشي الدولرة:
تشير بيانات السوق إلى تصاعد غير مسبوق في ظاهرة الدولرة، مع اعتماد واسع على العملات الأجنبية في المعاملات اليومية.
وسجلت أسعار بيع العملات الأجنبية يوم السبت 8 نوفمبر 2025 على النحو التالي:
الدولار الأمريكي: 3800 – 4000 جنيه
الريال السعودي: 1013 جنيهًا
الدرهم الإماراتي: 1035 جنيهًا
اليورو: 4418 جنيهًا
الجنيه الإسترليني: 5000 جنيه
أزمة الغطاء النقدي:
يرى خبراء اقتصاديون أن إصدار فئات نقدية جديدة دون غطاء ذهبي أو احتياطي حقيقي يمثل خطوة محفوفة بالمخاطر، تنذر بارتفاع إضافي في الأسعار وتفاقم معدلات التضخم.
وأكدت تقارير اقتصادية أن هذه السياسات تعكس ازدواجية في إدارة الملف المالي، وتزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي المتدهور.
مؤشرات الانهيار:
بحسب تقارير البنك الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، تكبد الاقتصاد السوداني خسائر تفوق 90 مليار دولار منذ اندلاع الحرب، مع إغلاق أكثر من 60% من المنشآت الصناعية وارتفاع معدلات البطالة إلى مستويات قياسية.
ويتوقع خبراء أن يتجاوز الدولار 5000 جنيه مطلع العام المقبل إذا استمر النزاع المسلح دون حلول سياسية واقتصادية عاجلة.
