الاحداث نيوز
عين الحقيقة

هذا ما يحدث مع اللاجئين السودانيين في ليبيا الآن

هذا ما يحدث مع اللاجئين السودانيين في ليبيا الآن

 

متابعات – الاحداث نيوز – تصاعدت حالة القلق بين اللاجئين السودانيين المقيمين في ليبيا، عقب حملة أمنية واسعة نفذتها السلطات الليبية هذا الأسبوع، أسفرت عن اعتقال المئات منهم في عدة مدن. وأعرب اللاجئون عن تنديدهم بهذه الإجراءات التي جاءت في ظل ظروف معيشية صعبة، وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحمايتهم.

 

وقال محمد محيي الدين، أحد اللاجئين في بلدية صبراتة غرب ليبيا، إن الشرطة نفذت مداهمات فجائية في ساعات الفجر الأولى من يوم الأحد، واعتقلت عشرات الأسر السودانية دون سابق إنذار، في رد فعل على احتجاجات شعبية مناهضة للأجانب.

 

وأوضح محيي الدين في تصريح لـ”دارفور24″ أن من بين المعتقلين أطفالاً تم احتجازهم مع ذويهم في أماكن وصفها بـ”غير الإنسانية”، في ظل ظروف أمنية ومعيشية بالغة الصعوبة. وأضاف أن اللاجئين الذين فروا من الحرب في السودان يواجهون الآن تهديداً مزدوجاً يتمثل في غياب الحماية القانونية والتضييق المتزايد في المدن الليبية، داعياً المنظمات الحقوقية والدولية إلى التحرك العاجل لضمان سلامتهم وحقوقهم.

 

من جانبها، أصدرت وزارة الداخلية الليبية بياناً مقتضباً على صفحتها الرسمية أكدت فيه أن حملة أمنية نفذتها اللجنة الميدانية التابعة للغرفة الأمنية المشتركة بمديرية أمن صبراتة، استهدفت عدداً من المواقع وأسفرت عن ضبط مئات المهاجرين غير النظاميين، واتخاذ إجراءات قانونية بحق أصحاب العقارات التي استُخدمت لإيوائهم، دون ذكر جنسيات المعتقلين أو تفاصيل إضافية.

 

وفي العاصمة طرابلس، أكد شهود عيان ومصادر مطلعة أن جهاز الهجرة غير الشرعية وشرطة مركز غوط الشعال نفذا حملة ليلية اعتقلت خلالها عشرات اللاجئين السودانيين في شارع 10، حيث تم إغلاق الطرق وتوقيف المارة، إضافة إلى مداهمة منازل. وذكر اللاجئ النذير أبو أحمد لـ”دارفور24″ أن التوتر والقلق يسيطران على الأسر السودانية بعد قيام بعض ملاك العقارات بطردهم بحجة عدم امتلاكهم إقامات قانونية.

 

وفيما يتعلق بصعوبة العودة، أشار أبو أحمد إلى أن العودة الطوعية إلى السودان أصبحت شبه مستحيلة بسبب إغلاق الطرق الحدودية وصعوبة العبور عبر مصر وارتفاع التكاليف لعبور طريق تشاد. وأضاف أن اللاجئين يعيشون في عزلة قانونية تفتقد إلى آليات واضحة للعودة أو إعادة التوطين في ظل استمرار الحرب في السودان وتدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا.

 

وبحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، تستضيف ليبيا نحو 357 ألف لاجئ سوداني، موزعين على عدة مناطق، حيث تتركز أكبر الأعداد في بلدية الكفرة الحدودية مع السودان بـ193 ألف لاجئ، تليها طرابلس بـ80 ألفاً، وبنغازي بـ10 آلاف. كما تضم مصراتة 7,248 لاجئاً، والزاوية 6,190، والجفارة 20,443، وفي الشرق درنة 5,642 لاجئاً، وطبرق 5,768، والجبل الأخضر 3,822 لاجئاً.

 

وفي ذات السياق، أكد إسماعيل عيسى إبراهيم، من الجالية السودانية في ليبيا، أن الإجراءات الأمنية تهدف إلى تنظيم الوجود الأجنبي، لكنه طالب باستثناء السودانيين بسبب ظروفهم الاستثنائية. وأوضح أن لجان الجالية، بالتعاون مع القنصلية والسفارة، تبذل جهوداً لإطلاق سراح المعتقلين، مشيراً إلى تشكيل لجان تواصل مع جهاز الهجرة غير الشرعية وأطلقت مئات المعتقلين خلال العام الحالي.

 

وكشف إبراهيم أن اللجنة الخاصة بالعودة الطوعية تلقت نحو 89 ألف طلب من لاجئين سودانيين في شرق وغرب ليبيا، ويجري حالياً الترتيب لبدء تنفيذ العودة، رغم التحديات الناتجة عن إغلاق الطرق الحدودية. وأكد استمرار الجالية بالتنسيق مع الجهات الليبية والدولية لتأمين ممرات آمنة تضمن عودة كريمة تحفظ كرامة اللاجئين وتحترم حقوقهم الإنسانية.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.