لجنة إبراهيم جابر والخرطوم الجديدة
مقالات الاحداث نيوز – ✍️ وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي
هل نقترب من “الخرطوم الجديدة”؟
توقف صيانة المباني الحكومية يثير تساؤلات حول تحوّل في فلسفة الدولة تجاه العاصمة:
أثار قرار الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة ورئيس لجنة إعادة الإعمار، بوقف صيانة المباني الحكومية في ولاية الخرطوم، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية. ورغم تباين التفسيرات بين من اعتبر القرار خطوة ترشيدية لمواجهة الأزمة الاقتصادية، ومن رأى فيه إشارة لأزمة تمويل خانقة، برز بُعد ثالث أكثر عمقًا: هل يمهّد القرار لتحول استراتيجي في رؤية الدولة لعاصمتها؟
الكاتب والمحلل إبراهيم شقلاوي، يرى أن القرار يتجاوز البعد الإداري التقليدي، ويعكس تحولًا نوعيًا في التفكير الرسمي، نحو إعادة بناء “الخرطوم الجديدة” كعاصمة حديثة تمثل السودان في مظهرها ومعمارها ووظيفتها السياسية والثقافية.
الخرطوم… من الترميم إلى التأسيس؟
برأي شقلاوي، فإن وقف الصيانة لا يعني التخلي عن البنية التحتية، بل يشير إلى توجه نحو تأسيس فضاء عمراني جديد، يعكس هوية الدولة السودانية ويعيد صياغة العاصمة بشكل يتجاوز الإرث الاستعماري والتخطيط العشوائي. الخرطوم، حسب التحليل، لا تحتاج فقط إلى إعادة إعمار ما تهدم، بل إلى إعادة تعريف ما يجب أن تكون عليه العاصمة الوطنية.
ويعتقد شقلاوي أن الحرب، رغم مآسيها، وفرت فرصة فريدة لإعادة التفكير في التوزيع المكاني للسلطة، ووظائف المدينة، ومعايير التوسع والتطوير، بحيث تُبنى الخرطوم المستقبل على أسس حضارية، جمالية، ووظيفية.
كيغالي نموذجًا.. هل تتكرر التجربة في السودان؟
يشير المقال إلى تجربة كيغالي، عاصمة رواندا، كنموذج ملهم لعاصمة خرجت من الحرب إلى التحول الحضري الناجح. ويقترح شقلاوي استلهام التجربة الرواندية، لا عبر موازنات ضخمة فقط، بل من خلال كسر النمطية في التفكير واستدعاء الكفاءات الوطنية في مجالات التخطيط، العمارة، والهوية البصرية.
ويؤكد أن المعماريين والمخططين السودانيين يجب أن يقودوا هذا التحول، من خلال تصميم عاصمة تدمج بين الوظيفة والجمال، وتُجسد تطلعات المواطن السوداني للدولة والخدمات والكرامة.
الخرطوم التي نحلم بها
ينتهي المقال بالتساؤل:
> “هل يتحول هذا القرار إلى نقطة انطلاق حقيقية في علاقة السودانيين بعاصمتهم؟ وهل نشهد ميلاد مدينة لا تستحي من استقبال القادمين، بل تفتخر بنفسها كمظهر حضاري يعكس الدولة السودانية الحديثة؟”
ويختم شقلاوي حديثه بالتأكيد على أن إعادة الإعمار ليست فقط مسؤولية الدولة، بل دعوة مفتوحة لكل الكفاءات الوطنية لتشارك في صياغة ملامح الخرطوم الجديدة، كعاصمة تليق بالسودانيين وتُعبّر عن مكانتهم بين الأمم.
بقلم إبراهيم شقلاوي
الأربعاء 6 أغسطس 2025م
Shglawi55@gmail.com

التعليقات مغلقة.