تصريحات من بكري الجاك تثير موجة من الانتقادات والغضب
بقلم: مزمل أبو القاسم
مقالات – الاحداث نيوز – في تصريحٍ يثير الاستغراب، وربما الغضب، أقرّ الدكتور بكري الجاك، المتحدث باسم ما يُعرف بتحالف “صمود”، بأن ما تقوم به مليشيا الدعم السريع تجاه الشعب السوداني هو إرهاب، لكنه في المقابل يرفض – بكل بساطة – وصفها بجماعة إرهابية!
هذا التناقض المدهش يفتح باباً واسعاً للتساؤل: ما هو تعريف الإرهاب في نظر هؤلاء؟ هل القتل والترويع والتشريد واغتصاب النساء ونهب المدن لا تكفي لتصنيف جماعة بأنها إرهابية، ما لم تعلن نفسها حزبًا سياسيًا؟
الرسالة التي أراد الجاك إيصالها واضحة، وإن حاول تغليفها بلغة دبلوماسية: “افعلوا ما شئتم، اقتلوا من شئتم، مارسوا الإرهاب بأبشع صوره… ما دمتم لا تقولون إنكم حزب سياسي، فلن نطالب بنزع سلاحكم، ولن نصفكم بالإرهابيين.”
إنه منطق أعوج، وموقف أحمق، لا يمكن تفسيره إلا باعتباره تواطؤاً سياسياً مفضوحاً، وانحيازاً فاضحاً لمليشيا لا تزال ترتكب الفظائع بحق المدنيين في أكثر من بقعة في السودان.
الأسوأ من ذلك أن هذا التصريح ليس مجرد رأي شخصي، بل يصدر باسم كيان سياسي يفترض أنه جزء من قوى مدنية تدعو للسلام! لكن الواضح أن شعارها الحقيقي هو: “لا للحرب… على الجنجويد فقط!”
أما بقية الأطراف، فدمها مباح ومصيرها لا يستحق الدفاع.
لقد كنا وما زلنا من أوائل من حذّروا من تمدد المليشيات، ومن خطورة صمت بعض القوى المدنية على ممارساتها. واليوم نرى نتائج هذا التواطؤ في مواقف تُخالف كل معايير العدالة والضمير الوطني.
لا يمكن لهذا الوطن أن يتعافى في ظل هذه الازدواجية القاتلة، ولا يمكن لأي تحالف سياسي أن يحظى باحترام الناس وهو يدافع عن جماعة تمارس الإرهاب وتروّع الأبرياء، ثم يرفض حتى مجرد توصيفها بما تستحقه.
فليتحمل “تحالف صمود” مسؤولية موقفه، وليعلم أن التاريخ لا ينسى، وأن محاولات تلميع القتلة لن تنجح، ولو غُلّفت بخطاب سياسي ناعم.
وقد أثارت التصريحات وتفاعل أبو القاسم معها موجة من النقاشات على منصات التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات عن مواقف القوى المدنية من الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها المليشيا في مختلف أنحاء البلاد، وازدواجية المعايير في توصيف الجرائم.

التعليقات مغلقة.