نيالا تشتعل لليوم الثالث: فوضى أمنية واشتباكات داخل الدعم السريع بعد تصفية قيادي بارز
متابعات – الاحداث نيوز – دخلت مدينة نيالا، حاضرة ولاية جنوب دارفور، يومها الثالث من الاشتباكات المسلحة العنيفة والقصف المدفعي بين عناصر من قوات الدعم السريع، وسط حالة من الفوضى الأمنية غير المسبوقة وارتفاع كبير في معدلات جرائم القتل والخطف والنهب، إلى جانب عمليات اغتيال يُعتقد أنها تحمل طابعًا إثنيًا وعرقيًا.
وبحسب مصادر ميدانية مطلعة، فإن التصعيد الأخير اندلع عقب تصفية الجندي حريكة إسماعيل، وهو أحد قيادات حركة “شجعان كردفان” ومن أبناء قبيلة المسيرية، على يد عناصر مقربة من عائلة دقلو، وذلك بعد ظهوره في فيديو مصور وجّه فيه اتهامات بالتهميش وهدد بالانشقاق عن الحركة والدعم السريع.
اغتيالات تطال شخصيات بارزة من الزغاوة
الأحداث تزامنت مع موجة اغتيالات، كان أبرزها مقتل د. محمد عبد الصمد، المدير التنفيذي الأسبق لمحليتي دمسو والوحدة، ورجل الأعمال محمود مصطفى مناوي، وكلاهما من قبيلة الزغاوة، في حادثين منفصلين يوم الاثنين الماضي، ما أثار مخاوف من استهداف ممنهج على أساس قبلي.
كما أُصيب خمسة مدنيين بجروح متفاوتة بعد أن ألقى أحد عناصر الدعم السريع قنبلة قرنيت داخل مسجد بحي الثورة غرب نيالا، ما زاد من حدة التوتر وانهيار الثقة المجتمعية.
انهيار السيطرة داخل الدعم السريع
وتشير التقارير إلى أن القيادي في الدعم السريع عبد الرحيم دقلو غادر مدينة نيالا إلى زالنجي بعد مقتل القيادي حريكة، وسط تقارير عن انفلات أمني وتناحر داخلي بين فصائل المليشيا، وانقسام في صفوف المقاتلين نتيجة السياسات القبلية و”التمييز في علاج الجرحى”.
مراقبون وصفوا الوضع في نيالا بأنه أقرب إلى “سقوط تام”، حيث تتقاسم السيطرة مجموعات مسلحة متعددة تتقاتل أحيانًا وتتحالف أحيانًا دون هدف واضح، بينما فقدت قيادة الدعم السريع السيطرة على المدينة بشكل فعلي.
غياب حميدتي:
وبينما ظهر قائد الدعم السريع محمد حمدان حميدتي لأول مرة علنًا منذ عامين خلال حشد جماهيري، أفادت مصادر بسفره إلى تشاد ثم أبو ظبي عقب ظهوره بساعات.

التعليقات مغلقة.