متابعات _ الأحداث نيوز _ كشفت استطلاعات من داخل تشاد مخططات سرية، شملت الشبكة الوطنية التشادية والكتلة التشادية المتحدة وإعلاميون من أجل الحقيقة، عن أن المخابرات الفرنسية أبلغت محمد ديبي بتصفيته عبر عملاء من الداخل التشادي.
وأشار مراقبون إلى أنه بناءً على هذه المعلومات، تبين أن فرنسا قد تخرج من التحالف الإماراتي بعد إخفاقها وفشلها في استلام السلطة في السودان عبر جناحها السياسي “تقدم” والدعم العسكري من قوات الدعم السريع.
وأكد المراقبون أن الإمارات دخلت في عزلة تحالفية على الصعيدين الإفريقي والأوروبي والأمريكي، حيث بدأت تلك الدول تدرك أن الإمارات تتماطل في تنفيذ وعودها، محاولات كسب الوقت لإسقاط الجيش السوداني. وقد كشفت هذه الدول أن الوعود الإماراتية كانت معاكسة لما تم إعلامهم به، بهدف إطالة أمد الحرب التي باتت غير مجدية.
ووصول قوات مشتركة إلى تخوم الجنينة، على حدود تشاد، قد أربك حسابات تشاد بشكل كبير، مما دفعها للتصرف بحذر أكبر تجاه التحالفات.
وقد غدرت تشاد بالإمارات، محتفظة ببعض العتاد العسكري لصالحها وعدم توصيله لقوات الدعم السريع، وهو ما خلق توتراً بين الإمارات وتشاد والدعم السريع. هذه التطورات جاءت بعد أن نجح محمد كاكا في احتواء الخلاف بين القيادات العسكرية التي رفضت أن تكون تشاد معبراً للإمدادات الإماراتية داخل العمق السوداني.
كما أظهر كاكا اهتمامه بوحدة القادة العسكريين، مما أدى إلى إبعاد السياسيين التشاديين مثل مدير مكتب كاكا ووزير خارجيته النظيف، الذين تم شراء ذممهم من قبل الإمارات. هذا التدخل السياسي خلق تذمراً وسط ضباط الجيش التشادي من محاولات التأثير السياسي المدعومة مالياً من الإمارات.
وأشارت تقارير إلى أن بعض القادة السودانيين والتشاديين قد قاموا ببيع السلاح الإماراتي في السوق الإفريقي بدلاً من توصيله إلى الدعم السريع. كما أُفيد بأن الإمارات أدركت أن كاكا أصبح غير متعاون في الأشهر الأخيرة من الحرب، مما جعل المليشيا في الفاشر والخرطوم تتعرض لصعوبات.
وتتوقع مصادر أن الإمارات، بالتعاون السري مع النظيف وبعض القادة السياسيين، قد تكون قد أعدت مسرحاً جديداً لتسليم السلطة إلى بدلاء جدد عن محمد كاكا، خاصة من التشاديين ذوي الأصول العربية من قبائل ماهرية وسلامات، في خطوة تهدف إلى تعزيز مصالح الإمارات في صراع طويل الأمد مع السودان.
الخبراء أكدوا أن فرنسا قد توافق على الصفقة الإماراتية، في حال تأكدت من حماية مصالحها في تشاد، وقد تكون مستعدة لتصفية محمد كاكا إذا ضمنت المزيد من التنازلات.
كما أشار البعض إلى أن وجود حسبو محمد عبد الرحمن، نائب الرئيس السوداني السابق، خارج إقليم دارفور، كلف بمهمة إماراتية مماثلة لسيناريو السودان، وحذروا الزرقة بتشاد من القبائل غير العربية من هذا المخطط.
الإمارات عازمة على استكمال مشروعها في السودان، ولن يتم ذلك إلا عبر التخلص من محمد كاكا وتشكيل بؤرة جديدة من قبائل العطاوة، لتولي حكم تشاد بتوجيهات فرنسية.
كاكا يواجه أزمة حقيقية بسبب تهوره ودخوله في حرب خاسرة بالسودان، حيث قد يفقد حكمه وأهله من قبائل الزرقة في عملية تطهير عرقي قد تكون هي الأعنف في العصر الحديث.
ويُتوقع أن يكون الحل الوحيد لمحمد كاكا هو التحالف مع الحكومة السودانية، فذلك قد يمثل المخرج الوحيد له من المخطط الإماراتي، خاصة أن علاقاته مع الحركات المسلحة الدارفورية، التي تسانده، قوية جداً.