الاحداث نيوز
عين الحقيقة

سهير تكتب: مخجل جدًا… حين يعمر الآخرون وتغيب الحكومة

متابعات _ الأحداث نيوز _ سهير عبدالرحيم تكتب.. مخجل جدًا

في وقتٍ يشهد فيه السودان تحديات كبيرة على الأصعدة السياسية والأمنية، نرى العديد من المشاهد التي تثير التساؤلات وتستدعي النقد الحاد. مما لا شك فيه أن ما يحدث اليوم في الخرطوم يُعد مخجلاً للغاية، ويكشف عن اختلالات في التوازن الوطني لا يمكن السكوت عنها.

مخجل أن يعود السفير القطري إلى الخرطوم

من أبرز هذه المشاهد، هو عودة السفير القطري في السودان مع كامل بعثته إلى مقر سفارته في الخرطوم، في وقت ما زالت وزارة الخارجية السودانية بكامل طاقمها في بورتسودان. فهذا لا يعد فقط أمرًا محيرًا، بل يكشف عن فشل الحكومة في استعادة السيطرة على عاصمتها وتفعيل عمل مؤسساتها. فكيف يمكن لبعثة دبلوماسية من دولة أخرى أن تعود وتستقر في الخرطوم، بينما تتأخر الحكومة في اتخاذ خطوات مماثلة؟

علم السودان منكس في الوزارات

أمر آخر لا يقل إيلامًا، وهو أن يرفع سفير قطر علم بلاده في سماء الخرطوم بينما يبقى علم السودان مرفرفًا منكسًا في العديد من الوزارات السيادية. هذا الموقف ليس مجرد دلالة على ضعف الحكومة، بل هو أيضًا إشارة إلى تراجع هيبة الدولة أمام العالم، حيث تظل العاصمتنا تشهد مشهدًا مزريًا في وقتٍ يجب أن تكون فيه مؤسسات الدولة في أتم استعداد لتولي مهامها كاملة.

صور السفير القطري وعجز الحكومة السودانية

والأكثر إيلامًا، هو ما شهدناه من انتشار صور السفير القطري مع طاقمه العسكري في السفارة، في حين تأخرت صور مماثلة لوزير الداخلية وطاقمه في الخرطوم. هذا الفارق في المبادرة والتفاعل يعكس تباينًا صارخًا بين الاهتمام الوطني والانشغال بالمهام الرسمية، ويطرح تساؤلات حول قدرة الحكومة السودانية على التعامل مع الأزمات الداخلية.

تحركات السفير القطري في الخرطوم

ما هو أكثر خجلًا من كل ذلك، هو بداية السفير القطري في تنظيف وإعمار سفارته في الخرطوم، في وقت ما زال فيه بعض الوزراء السودانيين يتسكعون في كورنيش بورتسودان بعيدًا عن مسؤولياتهم. في حين يُفترض أن تكون الحكومة السودانية هي من تقود جهود إعادة إعمار مؤسساتها أولاً، نرى أن المسؤولين عن بلدنا لا يبدون أي اهتمام أو جدية في مواجهة التحديات.

الأمان الوهمي في بورتسودان

من المؤسف أيضًا أن نجد أن السفير القطري يشعر بالأمان في الخرطوم ويتجول بحرية وثقة، بينما الحكومة السودانية تستعصم في بورتسودان وتستمر في تقاعسها، مدعيةً أمانًا زائفًا لا يتماشى مع واقع الحال. فحين يتخذ الأجانب خطوات ملموسة لإعمار عاصمتنا، تبقى حكومتنا غائبة عن المشهد، متكئة على أمان لا وجود له.

مبادرة السفير القطري: ماذا عن الحكومة؟

وفي مفارقة أخرى، نجد أن السفير القطري قد بدأ في إزالة تشوهات “مليشيا حشرات البق” وطلاء الجدران في سفارته، في حين ما زالت شعارات المليشيات تدنس جدران وزارة الخارجية السودانية. هذا التباين في المبادرات يُظهر الفجوة الكبيرة بين ما يقوم به الآخرون وما يجب على حكومتنا فعله.

الفريق البرهان.. نحن بحاجة إليك الآن

إن كانت هناك حاجة مُلحة اليوم، فهي أن يقوم الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للجيش السوداني، بإصدار أمر فوري بعودة كافة الوزارات والأجهزة الرسمية والأمنية والمؤسسات إلى الخرطوم. لا يمكن أن نترك الأجانب يعمرون عاصمتنا، في الوقت الذي ما تزال فيه حكومتنا في رحلة الحج إلى بورتسودان.

ليس من الضروري أن ينتظر البرهان ترميم القصر الجمهوري وملحقاته، فمكتب قائد الجيش في القيادة العامة بحالة جيدة، ويمكنه أن يؤدي مهامه من هناك وسط ضباطه وجنوده. إن المرحلة القادمة تتطلب قيادة حقيقية، تتسم بالحسم وتستعيد الثقة في مؤسسات الدولة.

خارج السور

أخيرًا، يجب أن يدرك الفريق البرهان أن السودان في هذه المرحلة الحرجة بحاجة إلى ضابط عسكري يضع الأمان والاستقرار في أولوياته، ولا حاجة لنا بسياسيين يديرون البلاد من شرفات القصور. الوطن في حاجة إلى قيادة تضمن استقرار الشعب وأمنه، بعيدًا عن التردد والتمسك بمقاعد السلطة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.