الاحداث نيوز
عين الحقيقة

رشان أوشي …دقلو يشعل حطب الخرائط لطبخ وليمة دارفور

منوعات _ الأحداث نيوز _ دقلو يشعل حطب الخرائط لطبخ وليمة دارفور

رشان أوشي . دونت على صفحتها بفيس بوك

“يا عنصري ومغرور .. كل البلد دارفور”، مقتبس من أدبيات ثورة ديسمبر.

لقيم دارفور رصيدٌ كبير في ذاكرة السودان، لم تنجح سنوات الانحدار الطويلة في تبديده. الأرجح أن لا أحد من السودانيين يحتمل غيابه عن الخارطة الوطنية. ويعزز هذا الشعور اللحظة السودانية الراهنة التي تمضي فيها الأمور نحو التخلص من المليشيا التي حاولت تسميم العلاقة بين الإقليم وبقية السودانيين، وادارتها بما يعمّها من توتر وغطرسة.

قبل حرب 15 أبريل، كانت ملفات أزمة دارفور قد طويت، ولكن للمرة الثانية أعادتها مليشيا الدعم السريع إلى الحياة، وأعادت وضعها على جدول أعمال العالم. لذا، يجب أن تُعيد مجزرة معسكر “زمزم” للنازحين تذكير المجتمع الدولي بمجازر الجنجويد في الموجة الأولى من الحرب، ويجب أن يُساق الإخوان “دقلو” إلى المحكمة الجنائية الدولية، وإلا سيثبت المجتمع الدولي تواطؤه ضد السودانيين.

أما على الصعيد الداخلي، فالجميع متأهب لخوض معركة تحرير دارفور من المليشيا الإماراتية، على غرار تحرير العاصمة الخرطوم، مما دفع الإمارات إلى مراجعة حساباتها العسكرية وانتهاج خطة جديدة لزعزعة الأوضاع في المناطق التي سيطر عليها الجيش، عبر استهدافها بالمسيرات الاستراتيجية.

بالنسبة للسودانيين، لن ينطلي عليهم خطاب “عبدالرحيم دقلو” الجديد. فقد عاشوا خمس سنوات تحت ظل وجود شقيقه “محمد” نائباً للرئيس، مما جعلهم يتعودون على التعامل مع الخطاب السياسي (الغوغائي) بشيء من عدم المبالاة وكثير من الحذر. دقلو، مثل غيره من الغوغائيين، حرص على نحت معجمه الخاص في الذاكرة السياسية السودانية.

للانضمام لقرووب واتساب أضغط هنـــا

محاولة تسميم العقل الجمعي الدارفوري عبر خطاب الاستقطاب الإثني والمناطقي، والتي تحاول ترسيخ صورة ذهنية بأن القوات المسلحة لن تقاتل في دارفور وتترك المهمة للقوات المشتركة، هي محض دعاية رخيصة. دارفور جزء من السودان، وهي تقع تحت دائرة المسؤولية الدستورية والأخلاقية للجيش الوطني والدولة.

من جانب آخر، لن يرتكب السودانيون خطيئة إضاعة الفرصة. أستطيع أن أجزم بوجود رغبة سودانية فعلية في القتال من أجل تحرير دارفور واستعادة شروط الحياة الطبيعية في ظل الدولة الشرعية، وبالتالي هزيمة جميع اجتهادات العدو في هدم الوحدة الوطنية.

لن تتخلى الدولة عن دارفور، ولن يتخلى عنها السودانيون. الآلاف من الشباب المقاتلين في صفوف المقاومة الشعبية قد أعدوا العدة لتحرير هذا الإقليم الذي تعوّد على أن يغطي جروحه وخيباته، وأن يتحدّى الموت والركام.

وفي اليوم التالي، سيحصي السودانيون الخسائر والأرباح، وحتى ذلك الحين سنبذل كل جهد لإبعاد كأس اليأس عن لحمتنا الوطنية، رغم طنين العملاء المتواصل في سكب سمٍّ في مائدة الوجدان الوطني.

محبتي واحترامي

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.