متابعات _ الأحداث نيوز _ اللواء نور الدين عبد الوهاب يكشف أسرارًا تُنشر لأول مرة عن حميدتي: مسؤول ملف التجسس الأجنبي ومستشار المليشيا السابق
الخرطوم – ألوان
في حوار خاص مع صحيفة (ألوان)، كشف اللواء نور الدين عبد الوهاب أحمد علي، المستشار السابق لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عن تفاصيل تُنشر لأول مرة بشأن الدور الذي لعبه حميدتي في ملفات حساسة، أبرزها علاقته بالاستخبارات الأجنبية.
حميدتي وخيانة اللجنة الأمنية
أوضح اللواء نور الدين أن الرئيس السابق عمر البشير أبلغ حميدتي شخصيًا بأن اللجنة الأمنية خانته، وطالبه بالحضور فورًا من منطقة (الزرق). وكشف أن أول خلاف نشب بينه وبين حميدتي كان بسبب إرسال قوات الدعم السريع لحماية منشآت نفطية في ليبيا، وهو الأمر الذي عارضه بشدة، معتبرًا أنه تدخل في شؤون دولة أخرى دون إذن من القيادة العليا.
تاريخ الدعم السريع.. تشكيل على عجل
أشار المستشار السابق إلى أنه تم انتدابه من جهاز الأمن والمخابرات الوطني للعمل مع قوات الدعم السريع التي كانت تُعرف سابقًا بـ “حرس الحدود”، وكانت بقيادة حميدتي برتبة عريف، وأخيه عبد الرحيم برتبة جندي. وأضاف أن الترقية السريعة وغير المدروسة لحميدتي إلى رتبة عميد ثم لعبد الرحيم كقائد ثانٍ برتبة عقيد، كانت من الأخطاء الكبرى التي دفع السودان ثمنها لاحقًا.
التجنيد الخارجي وملف التجسس
كشف اللواء نور الدين أن حميدتي تم تجنيده من قبل استخبارات دولة أجنبية، مشيرًا إلى أن الاتصالات بدأت قبل سقوط نظام البشير، لكنها تعززت بعد التغيير في 2019. وأوضح أن تحركات حميدتي خلال تلك الفترة كانت مدفوعة بتوجيهات خارجية، وهو ما يفسر انقلابه المفاجئ على حلفائه وفتح أبوابه لقيادات اليسار السوداني.
خلافات مع حميدتي واستقالته
أكد اللواء نور الدين أنه تقدم باستقالته قبل اندلاع الحرب بفترة قصيرة، بعد أن لاحظ تغيرات في تصرفات حميدتي، خاصة بعد تقربه من شخصيات مثل ياسر عرمان ومحمد التعايشي. وأشار إلى أنه حذّر حميدتي من الانحياز لأي تيار سياسي، لكنه لم يستجب للنصيحة، مما أدى إلى توتر العلاقة بينهما حتى وصلت إلى حد القطيعة التامة.
تفاصيل اعتقاله وتعذيبه في سجون الدعم السريع
روى المستشار السابق تفاصيل اعتقاله قائلاً إنه تم اعتقاله من منزله في (قري) بعد وشاية من قيادات الحرية والتغيير التي اتهمته بالعمل لصالح الجيش. تم نقله إلى معتقل شرق مصفاة الجيلي، حيث قضى عامًا وثلاثة أشهر في ظروف قاسية، حُرم خلالها من الطعام والماء، وكان يواجه معاملة وحشية من قبل عناصر الدعم السريع، الذين كان معظمهم من جنسيات غير سودانية، بينهم تشاديون وليبيون وجنوبيون.
تحرير المصفاة والنجاة من الإعدام
كشف اللواء نور الدين أنه في صبيحة اليوم الذي تم فيه تحرير المصفاة، كان من المقرر تنفيذ حكم الإعدام بحقه، إلا أن الأحداث المتسارعة أنقذته. وأكد أن أكثر من 650 ألف مقاتل من الدعم السريع لقوا حتفهم في معركة الكرامة، مشيرًا إلى أن المليشيا باتت في أضعف حالاتها بعد الضربات القاسية التي تلقتها.
حميدتي.. النهاية السياسية والعسكرية
أكد اللواء نور الدين أن حميدتي انتهى سياسيًا وعسكريًا، وأن إصابته البالغة وسط حاضنته الأجنبية تجعل من عودته إلى المشهد أمرًا مستبعدًا. وأضاف أن الدعم السريع فقد تماسكه، وأصبح مجرد أداة بيد الاستخبارات الأجنبية، مما يعجّل بنهايته في السودان.
ألوان – مكة المكرمة
حاوره: عبد اللطيف السيدح
التعليقات مغلقة.