متابعات _ الأحداث نيوز _ مالك عقار يوجه رسالة مفتوحة إلى رئيس كينيا ويليام روتو
“من لا يستمع إلى كباره، يُكسر ساقه” – مثل سواحيلي
تُصاغ مبادئ الاتحاد الأفريقي بهدف الحفاظ على السلام والاستقرار بين دول الاتحاد، ولكن الرئيس الكيني ويليام روتو، بدوافع غير معلنة من العداء تجاه السودان، تجاوز هذه المبادئ في تصرفات مستفزة وغير مبررة. ففي الفترة من 10 إلى 14 يونيو 2023، تم اقتراح خطة طريق في اجتماع قادة دول الإيقاد في جيبوتي تسمح بتدخل القوات في السودان، وهو ما اعتُبر خرقاً للمبادئ. كما أعلن الرئيس روتو عن تشكيل آلية رباعية تضم دول جنوب السودان وجيبوتي وأوغندا وكينيا، حيث كانت كينيا هي الرئيسة، دون موافقة الحكومة السودانية أو الجمعية العامة للإيقاد. وبذلك، تم تجاهل المظالم المشروعة للسودان وإهانة لسيادتها.
في 18 سبتمبر 2024، أضاف الرئيس روتو قضايا السودان إلى نقاشات غير ذات صلة في اجتماع استثنائي للإيقاد في أوغندا، واقترح أن يجلس زعيم قوات الدعم السريع – المدان بجرائم ضد الإنسانية – على كرسي السودان في المؤتمر، وهو ما يمثل انتهاكاً صارخاً للمبادئ الدولية. علاوة على ذلك، تواصل الرئيس روتو في اتخاذ تصريحات مهينة ومستفزة حول الوضع السوداني.
في 14 فبراير 2025، أكد الاتحاد الأفريقي مجدداً التزامه بالحفاظ على سيادة السودان ووحدته الترابية، ولكن في 18 فبراير 2025، سمح الرئيس روتو للاجتماع بأن يتم في نيروبي بهدف إنشاء حكومة موازية في السودان، وهو ما يمثل انتهاكاً لمبادئ الاتحاد الأفريقي ويضعف دور كينيا كوسيط للسلام.
أذكّر الرئيس روتو أن بلاده تواجه تحديات داخلية عدة مثل البطالة والفقر، وهي مسائل تحتاج إلى اهتمامه الكامل. كيف يمكنه الادعاء بوساطته في شؤون السودان بينما لم يختبر العنف الذي يعصف به؟ الشعب السوداني قادر على مواجهة تحدياته، والأولوية هي وقف القتال وليس إنشاء حكومات موازية.
الإجراءات التي اتخذها الرئيس روتو تمثل اتجاهاً مقلقاً للتدخل الخارجي الذي يهدد بتقسيم السودان، وهو أمر محظور بموجب ميثاق الاتحاد الأفريقي. علاوة على ذلك، فإن دعم كينيا لقوات الدعم السريع – التي ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان – هو أمر مشكوك في شرعيته من الناحية الأخلاقية والقانونية.
حل مشاكل السودان يقع في يد الشعب السوداني وليس القوى الخارجية. يجب أن تظل مبادئ الاتحاد الأفريقي المتعلقة بالمساواة في السيادة وحل المشاكل الداخلية هي الموجه لتحركاتنا المستقبلية.
طالما يلتزم السودان بهذه المبادئ، فإنه سيظل يمتلك الحق في إثارة هذه القضية أمام الاتحاد الأفريقي، منتظراً تحقيق العدالة والمساءلة.
دعونا نلتزم بمبدأي: المساواة في السيادة، وحل المشاكل الأفريقية داخلياً.
مع تقديري
مالك عقار إير
نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي
20 فبراير 2025

التعليقات مغلقة.