وكالات : الأحداث نيوز
تخيل أنك تعيش في منزل واسع وفاخر في واحدة من أرقى أحياء المدينة. جدرانه تحكي قصصاً عن الرقي والفخامة، لكن خلف هذه الواجهة البراقة، تجد نفسك في مأزق مالي. فبعد أن ينفد الراتب، تجد نفسك غير قادر حتى على التخطيط لعطلة صيفية ترفيهية، ناهيك عن السفر إلى مكان راقٍ.
بالرغم من أن منزلك هو أحد أصولك الثمينة، تشعر أنه لم يعد يقدم لك شيئاً جديداً. قيمته السوقية تتضاعف باستمرار، لكن ملاءتك المالية تتقلص، بينما تشعر بالارتباط العاطفي بالمكان، لا تستطيع تصور فكرة الانتقال منه. وفي الوقت نفسه، هناك حلم يراودك؛ حلم تحقيق ذاتك، وبدء مشروعك الخاص، ولكن أين ستجد التمويل لتحقيق هذا الحلم؟
الجواب قد يكون في استغلال ما تملكه بالفعل. يمكنك التفكير في إعادة تمويل العقار للحصول على السيولة اللازمة لبدء مشروعك، وتأجير نفس المكان مما يحقق لك الرضا وينهى حالة عدم الراحة أو التخوف من الانتقال لمكان جديد قد لا تشعر فيه بالسعادة أو تشتاق فيه لذكريات منزلك القديم، وبهذا يتيح لك تحقيق التوازن بين الاستمرار في العيش بمكان مريح وبين توفير المال لتحقيق أحلامك.
ارتفاع أسعار الإقامة بفنادق البحر الأحمر المصرية بين 10 و15%
أخبار حصرية
ارتفاع أسعار الإقامة بفنادق البحر الأحمر المصرية بين 10 و15%
في نهاية المطاف، يمكن أن يكون منزلك الراقي هو المفتاح لتحقيق أحلامك المالية والشخصية، إذا استخدمت قيمته بشكل استراتيجي وذكي.
فإعادة التمويل العقاري هي عملية مالية يتمكن من خلالها المالك الحالي لعقار من الحصول على سيولة نقدية مقابل العقار الذي يمتلكه. في حالات كثيرة، يرغب العميل في الحصول على أموال لأسباب مختلفة مثل شراء عقار آخر، بدء مشروع جديد، التوسع في نشاط تجاري، أو سداد ديون متراكمة.
نظراً لارتفاع قيمة العقارات بشكل كبير في بعض المناطق، يجد مالكو العقارات فرصة للاستفادة من هذا الارتفاع. على سبيل المثال، إذا قام شخص بشراء عقار قبل عدة سنوات، فقد تكون قيمة هذا العقار قد تضاعفت بمرور الوقت بسبب عوامل مثل التطوير العمراني، ارتفاع الطلب على السكن في تلك المنطقة، أو تحسين البنية التحتية.
عندما ترتفع قيمة العقار إلى هذا الحد، يمكن للمالك الاستفادة من هذا الارتفاع من خلال إعادة التمويل العقاري، حيث يمكنه الحصول على قرض أو سيولة نقدية معتمداً على القيمة الجديدة المرتفعة للعقار. هذه السيولة يمكن استخدامها في العديد من الأغراض مثل شراء عقار جديد، الاستثمار في مشروع، سداد ديون، أو أي احتياجات أخرى. الفكرة هنا هي أن القيمة المتزايدة للعقار تمنح المالك مرونة مالية أكبر، دون الحاجة إلى بيع العقار بالكامل والخروج منه، بحسب حسن عبدالنبي الرئيس التنفيذى لشركة بلتون للتمويل العقاري.
وأوضح عبدالنبي لـ”العربية” Business أن هذه العملية تتيح للمالك بيع العقار الذي يمتلكه مع الاحتفاظ بحق الانتفاع به، بحيث يستأجر العقار لنفسه ويظل ساكناً فيه دون الحاجة إلى مغادرته. بهذه الطريقة، يحصل المالك على السيولة التي يحتاجها مع الاستمرار في استخدام العقار كمكان إقامة، مما يوفر له المرونة المالية من دون التخلي عن مسكنه.
وقال “في ظل التقلبات الاقتصادية الأخيرة، يواجه العديد من رجال الأعمال وأصحاب العقارات حاجة ملحة للسيولة، مما دفعهم إلى اللجوء لإعادة التمويل العقاري أو الإيجارة، التي تمنحهم القدرة على الحصول على السيولة اللازمة مع الحفاظ على استخدامهم لممتلكاتهم. فعلى سبيل المثال، إذا اشترى أحد الأفراد منزلاً قبل عشر سنوات بسعر 5 ملايين جنيه، فقد تكون قيمته السوقية الحالية تتراوح بين 40 إلى 50 مليون جنيه بسبب التغيرات الكبيرة في أسعار الصرف، مثل انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار”.
وأشار إلى أن إعادة التمويل العقاري، لأصحاب العقارات بيع ممتلكاتهم مع الاحتفاظ بحق الانتفاع بها، مما يوفر لهم السيولة المطلوبة من دون الحاجة لمغادرة منازلهم. هذه الاستراتيجية أصبحت أكثر شيوعاً في الآونة الأخيرة، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية الحالية التي أثرت على بعض المستثمرين.
ومع ذلك، شهدت معدلات إعادة التمويل العقاري والإيجارة ارتفاعاً كبيراً في العام الماضي، لكن هذا الاتجاه بدأ يتراجع في الوقت الحالي. يعود ذلك إلى ارتفاع أسعار الفائدة في البنوك، مما جعل بعض المستثمرين يترددون في اتخاذ هذه الخطوة، حيث باتوا يشعرون بأن تكلفة الفائدة قد تتساوى مع العوائد المحتملة من السيولة، وفقاً لعبدالنبي.
التعليقات مغلقة.