ارتفاع قياسي في أسعار العملات الأجنبية اليوم الأربعاء ٢٢ مايو ٢٠٢٤م في السوق الموازي
الوضع الاقتصادي في السودان يواجه تحديات جمة، حيث يعاني البلد من تضخم مرتفع وبطالة وديون خارجية ضخمة. السوق السوداء تشهد ارتفاعًا في أسعار العملات الأجنبية، مما يعكس عدم الاستقرار الاقتصادي والمالي. هذا الارتفاع يُعزى جزئيًا إلى تحويلات رجال الأعمال لأموالهم إلى الخارج بحثًا عن الاستقرار الاقتصادي، وكذلك إلى الطلب المتزايد على العملات الصعبة لتأمين السلع الأساسية والعسكرية. الاعتماد الكبير على الواردات، خاصة الوقود، يضغط على الاحتياطيات الغذائية ويزيد من الحاجة إلى العملات الأجنبية لشراء السلع الزراعية الضرورية.
التوقعات المستقبلية ليست مشرقة، حيث يتوقع الخبراء صعوبات في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية اللازمة في ظل الحرب الحالية، ويؤكدون على أهمية الدعم المالي الخارجي لتجاوز هذه الأزمة. يُعتقد أن استمرار ارتفاع أسعار العملات قد يؤدي إلى وصول سعر الدولار إلى 3000 جنيه سوداني في المستقبل القريب، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية على المواطنين.
تعتمد الحكومة بشكل كبير على الذهب كمصدر أساسي للدخل، حيث تُستغل الإيرادات الناتجة عنه بشكل رئيسي لدعم الجيش، مما يبرز التحديات الكبرى في تنويع مصادر الدخل وتحقيق استقرار اقتصادي. وتلعب السوق السوداء دورًا مهمًا في تمويل العمليات العسكرية، مما يزيد الوضع الاقتصادي تعقيدًا.
اسعار العملات الخليجية اليوم
فيما يتعلق بالعملات الخليجية، فقد شهدت زيادة كبيرة أيضًا، حيث وصلت قيمة الريال السعودي والدرهم الإماراتي والريال القطري إلى مستويات قياسية مقابل الجنيه السوداني. يعكس هذا الارتفاع الطلب المتزايد على هذه العملات في السوق السودانية.
زاد سعر صرف الريال السعودي إلى 474.66 جنيه سوداني، وارتفعت قيمة الدرهم الإماراتي إلى 485.01 جنيه سوداني، وزادت قيمة الريال القطري إلى 489.01 جنيه سوداني، وتجاوزت أسعار الريال العماني والدينار البحريني 4684.21 جنيه سوداني.
اسعار العملات في البنوك
توضح التقارير المصرفية التي نُشرت على موقع “أخبار السودان” اختلافًا في أسعار العملات الأجنبية، وبشكل خاص الدولار الأمريكي، وهذا يعكس عدم الثقة في الاقتصاد المحلي ويزيد من التحديات التي تواجه البنوك السودانية في تحقيق استقرار للعملة المحلية. والفجوة بين أسعار السوق السوداء والأسعار الرسمية تدل على وجود سوق موازية قوية ومؤثرة في الاقتصاد السوداني.
تتراوح أسعار الدولار بين 1255 جنيه في بنك الخرطوم وحوالي 1260 جنيه في بنك أم درمان، ووصل سعر الدولار في بنك فيصل إلى 1260 جنيه.
استمرار انهيار الجنيه السوداني ..ما الاسباب؟
انهار الاقتصاد السوداني بشكل واسع بسبب تصاعد المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني والدعم السريع. بدأت علامات هذه الأزمة الاقتصادية في منتصف أبريل 2023، عندما تراجعت قيمة الجنيه السوداني بشكل مفاجئ مقابل الدولار الأمريكي في السوق السودانية من حوالي 570 جنيه إلى حوالي 1800 جنيه.
بلغ سعر الدولار 1800 جنيه سوداني، مما تسبب في تفاقم ارتفاع أسعار السلع الأساسية. ويعتقد الخبراء الاقتصاديون أن قلة الصادرات وزيادة الواردات هما من العوامل الرئيسية وراء ارتفاع أسعار العملات الأجنبية.
أشار خبراء الاقتصاد إلى أن تهريب الأموال والذهب إلى الخارج، نتيجة الحرب، يؤدي إلى انخفاض قيمة الجنيه وزيادة الطلب على الدولار. يؤدي ذلك إلى تأثيرات سلبية بسبب تهريب كميات كبيرة من الذهب نتيجة لضعف إجراءات المراقبة.
يعارض خبراء الاقتصاد استخدام البنك المركزي لطباعة العملة لتغطية نفقات الحكومة، خاصة في ظل تراجع الإيرادات الضريبية والجمركية وتوقف تحويلات السودانيين المغتربين.
تتحدث تقارير اقتصادية في السودان عن قيام الحكومة بتخصيص نسبة كبيرة من ميزانيتها لهذا العام لشراء الأسلحة واستيراد الوقود. وقد كشفت التقارير عن الآثار السلبية لزيادة احتياطي الدولار الأمريكي مقابل العملة المحلية من خلال تجميع كميات كبيرة من العملات الأجنبية من السوق السوداء.
ويتوقع خبراء اقتصاد ان تستمر قيمة الجنيه السوداني في الانخفاض بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة والصراعات المسلحة التي تعصف بالبلاد، وفقا لتصريحات خبراء الاقتصاد. يواجه الاقتصاد تراجعا كبيرا وضاغطا بنسبة تصل إلى حوالي 40٪ خلال العام الماضي حسب التقارير الرسمية، مما يؤدي إلى زيادة أسعار السلع وزيادة الضغوط المالية على المواطنين وتأثيرها على معيشتهم.
أظهرت تصريحات اقتصاديين، بحسب ما ذكره موقع “أخبار السودان”، أن قيمة الجنيه السوداني قد انخفضت مقابل العملات الأجنبية نتيجة لعدة اسباب . من بين هذه الاسباب تراجع الإنتاج والصادرات في القطاعات الحيوية مثل الزراعة وتربية المواشي والتعدين، التي كانت تُعتبر مصادر رئيسية للنقد الأجنبي. بالإضافة إلى تراجع تحويلات المغتربين والأوضاع الأمنية التي تعطل النشاط التجاري والإنتاجي، مما يؤدي إلى مشاكل في القطاع المالي ويعقد عمليات التبادل المالي.
أكد خبراء اقتصاديون على وجود عدة تحديات أمام الاقتصاد السوداني، منها ارتفاع سعر الدولار الأمريكي بشكل كبير. ويرجع الخبراء ارتفاع الأسعار إلى الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 وأسفرت عن أضرار كبيرة. وقد قام البنك المركزي السوداني بزيادة كبيرة في كميات النقد المتداولة في السوق مما أدى إلى انخفاض قيمة الجنيه السوداني. وحذروا من احتمال وقوع انهيار كبير للجنيه السوداني إذا استمرت الحكومة في طباعة النقود دون تأمين مخزون كاف من العملات الأجنبية.
أوضح خبراء اقتصاديون أن البنك المركزي السوداني يواجه صعوبات في تلبية الطلب المتزايد على العملات الأجنبية، حيث يمكن الحصول عليها بشكل محدود إما من السوق المحلية أو من خلال الصادرات وتحويلات المغتربين. وأشاروا إلى أن هذا التحدي قد يزيد من تقلب سعر الدولار وبقية اسعار العملات الاخرى امام الجنيه .
تنويه \ يختلف سعر الدولار وبقية اسعار العملات من تاجر الى اخر بفارق بسيط لذا يرجى الانتباه والاسعار قابلة للتغيير
التعليقات مغلقة.