عثمان البلولة يكتب.. براؤون يا رسول الله (1-2)

فصل الخطاب

كتب عثمان البلولة

براؤون يا رسول الله (1-2)

عندما أشتعلت الحرب وأصبحت واقعاً لا مناص منه ، أدركت المليشيا المتمردة بأن لا طريق لها للإستيلاء *على* الحكم .. عندئذ أدارت مؤشر المعركة من مطالبهم بجلب الديمقراطية والحكم المدني لمجموعة (قحت) إلى سرقة أموال الدولة وإفقارها ، ومن ثم قامت بإستهداف (التجارة) و منازلهم وممتلكاتهم بحجة أنهم (فلول) فنكست بهامات الرجال و داست على عفاف النساء بقوة السلاح فخرج الناس أشتاتا بحثاً عن ملاذاً آمناً لأسرهم من قهر وظلم وتنكيل (المليشيا) التي إستهدفت الناس جميعاً .

وقتها انحبست عبرة الظلم والقهر في نفوس الشباب ودفعت بجموعهم إلى المناطق العسكرية ومقرات قواتهم المسلحة للزود عن أهلهم من وطأة الملايش المتمردة التي خرجت عن العرف السوداني وأصبحت تنكّل بالنساء والشيوخ في مشهد لا يتصوره العقل ولا يقبله المنطق و الإنسان السوي لا يستطيع أن يتعايش مع الظلم، بل إنه ينظر للظلم كوباء حل بأرض قومه، واجب عليه أن يطهرها منه، ويطرق كل السبل كي يعالج قومه من أثاره المميتة.

هذه المعاناة ولدّت من رحمها كتيبة (البراء بن مالك) التي كانت نتاج طبيعي للقهر والظلم والعنف الذي مارسته مليشيا آل دقلو الإرهابية على أهّلهم وأعراضهم وأموالهم ، وكان هذا التدافع عفوياً يقوده الثأر و ردّ *الإعتبار* ، وبالفعل كان هذا هو الهدف من تدافعم عكس ما راج و رُوج له من قبل مجموعة (لا للحرب) التي تطالب من الشعب وأبنائه *التكيّف* مع الظالمين *والإنخراط* في صفوف المظلومين.

رفضت الفطرة السليمة هذا الأمر جملةً *وتفصيلاً،* فكان *هذا* لسان حال جميع أبناء الوطن الذين تشكلوا في كتائب إسناد للقوات المسلحة و كتيبة (البراء بن مالك) واحدة منها توضح

الحالة الوحيدة التي يستطيع أن يعيش فيها أبناء الشعب السوداني الحر مع الظلم، هي حالة الخصومة والصراع، حالة الندية والعمل على قهره، مهما كانت قوة وجبروت هذه القوة الظالمة، هنا فقط يستطيع (البراؤون) العيش، على أمل أن تأتيه الراحة في صورة *الإنتصار* على الظلم، أو الموت على طريق مقاومته هذا الأمر لم تضع له مجموعة لا ( للحرب) حساب ولا من يقف وراءها.

نواصل….